Site icon IMLebanon

أوباما وسلمان: تحالف  وتباين في الاهتمامات

الشكل ليس عادياً، حتى ضمن المشهد الكوني للوفود في الرياض: نجوم السياسة الأميركية في وفد يرافق الرئيس باراك أوباما في زيارة عمل الى جانب التعزية والتهنئة. والمضمون ليس عادياً بالنسبة الى التطورات الدراماتيكية والتحديات التي تواجه أميركا والسعودية في واحدة من أخطر مراحل الفوضى والاضطراب والارهاب تحت عنوان التغيير في الشرق الأوسط. واذا كان الشكل الاستثنائي بالغ التعبير عن أهمية العلاقات بين البلدين، فان المضمون الاستثنائي للتحديات، بقديمها المستمر وجديدها المتفاقم، يتطلب ما يتجاوز تنسيق المواقف الى الرؤية الاستراتيجية الواحدة.

وليس من المتوقع حدوث تغيير في السياسات الأميركية خلال السنتين الباقيتين للرئيس أوباما في البيت الأبيض. فكل مراجعة للسياسة، حتى في السنوات الماضية، انتهت بثبات أوباما على رؤيته ورهاناته وقراءته الفلسفية للأحداث. وكل اقتراح لتغيير ما قدّمه وزراء الخارجية والدفاع بناء على دراسة للمحترفين أسقطه الهواة في البيت الأبيض. وليس من المألوف توقع تغيير في المواقف السعودية الأساسية بعد رحيل الملك عبدالله وتولي الملك سلمان العرش. فالملك الجديد كان مشاركاً في القرار من قبل أن يصبح ولياً للعهد. وفي أول كلمة له كخادم للحرمين الشريفين أكد التزام السير على النهج القويم للمملكة من ايام المؤسس الملك عبد العزيز.

لكن المتغيرات متسارعة وخطيرة. وهي تتطلب سياسات استثنائية، سواء في الحرب على داعش والارهاب أو في أزمة الملف النووي الايراني أو في التطورات الدراماتيكية للوضع في اليمن. واذا كان التحالف الاستراتيجي بين واشنطن والرياض ثابتاً، فان هناك، بطبائع الامور، نوعاً من التباين في درجة الهموم والاهتمامات.

ذلك ان واشنطن تحجب أو تختصر مشاكل المنطقة بالحرب على الارهاب، في حين تضع الرياض صورة داعش والارهاب ضمن مشهد الاوضاع في سوريا والعراق ولبنان. ما يهم اوباما هو تسوية للملف النووي الايراني تمنع طهران من امتلاك القنبلة. وما يهم السعودية ودول الخليج ومصر هو الحد من النفوذ الايراني في المنطقة بعدما صارت طهران تفاخر بنفوذها في اربع عواصم هي بغداد ودمشق وبيروت ومؤخراً صنعاء. ومع ان الحوثيين يرفعون شعار: الموت لأميركا، فان واشنطن ليست خارج توظيفهم ضد القاعدة ومن اجل امور اخرى، على عكس النظرة من الرياض الى اسقاط الحوثيين للمبادرة الخليجية والدور الايراني الداعم لهم.

ولم يكن سهلاً على اوباما الآتي من الهند ان يعمل لتحسين العلاقات معها لموازنة الصين من دون ان يضع في حساباته مصالح حليفه الباكستاني. وليس سهلاً عليه أن يلعب ورقة التفاهم مع ايران من دون ان يضع في حسابه مصالح حليفه السعودي.