Site icon IMLebanon

عن عقيدة أوباما المسخرة

اذا كانت هذه هي “عقيدة اوباما” كما كتب توماس فريدمان، فإنني أقول بلا تردد انها عقيدة مفعمة بالأوهام تحكم على النتائج بقطع النظر عن الأسباب، ولا تستحق ان تصنّف عقيدة لأنها مجموعة أفكار متناثرة بعضها على كثير من الابتسار والتجنّي.

يقول اوباما إن اتفاق لوزان مع ايران هو “فرصة العمر” على أساس أنه يمنع ايران من إمتلاك السلاح النووي، ويرسي إستقراراً في المنطقة، لكنها فرصة العمر السياسي لرئاسته الفاشلة في كل شيء، ثم ان نووية ايران واستقرار المنطقة ليسا بالضرورة من الأمور المضمونة مستقبلاً، ولهذا لا يشكلان فرصة عمر للإقليم !

أسوأ من مفهوم “فرصة العمر”، الأجندة التي أعدها اوباما لمحادثاته المقبلة مع الزعماء الخليجيين في كمب ديفيد، فقد بدا في حديثه مع فريدمان وكأنه يريد ان يقيم لهم دورة تدريبية في العلوم السياسية وأصول أنظمة الحكم ووسائط إدارة الدولة، عندما أسهب في الحديث عن الأوضاع الداخلية:

“بالنسبة الى حلفائنا العرب كالسعودية مثلاً، فإن لديهم بعض التهديدات الخارجية الحقيقية، ولكن لديهم أيضاً تهديدات داخلية، شعوب تشعر انها مهمّشة، شباب عاطل عن العمل، أيديولوجيا مدمرة ولا تعترف بالدولة، هناك ضرورة لفتح حوار حول كيفية تقوية الجسم السياسي لكي يشعر الشباب السنيّ بأن لديه شيئا غير “داعش” لاختياره”.

صحيح، لا يناقش أحد في حاجة الدول الخليجية الى الإصلاح السياسي مثلها مثل دول كثيرة، لكنها لم تشهد مثلاً ثورات خضراء اضطرّت الى قمعها بالقوة كما حصل في ايران، ولا شهدت هياجاً جماهيرياً تحول الى فوضى كما حصل في بعض دول الربيع العربي، أما الحديث عن “داعش” فيدلّ إما عن جهل اوباما بأصول نشأتها كتنظيم ارهابي يستغلّ الاسلام وعن أمكنة تفعيلها، وإما عن تجاهل معيب للتطورات التي أدّت الى إزدهار “الدواعش”، وهذا أمر مريب تماماً من باراك حسين اوباما!

أولاً هل نسي اوباما ان اميركا هي التي صنعت “القاعدة” في افغانستان في الثمانينات، عندما كانت تسمّي أسامة بن لادن “مقاتل من أجل الحرية”، وهل تناسى انه سبق ان أشاد بالسعودية ونجاح حربها على الإرهاب، ثم أولم يقرأ تقرير “الغارديان” البريطانية عن القصة الكاملة لصناعة الاستخبارات الأميركية تنظيم “داعش” داخل سجن بوكا، بوكا الذي أنشأته أميركا في الصحراء العراقية عام ٢٠٠٣؟ وعن “الاحترام الكبير الذي كان يحظى به ابو بكر البغدادي لدى الجيش الأميركي”، الذي أطلقه فوق دمار سوريا والعراق إشعالاً للفتنة المذهبية الكبرى التي تخطط لها اميركا واسرائيل منذ زمن لتدمير المنطقة؟

وهل يعي اوباما ان قوله “سأكون فاشلاً اذا ضعفت اسرائيل” يشكّل تعبيراً عن سياسة اميركية مزمنة كانت في أساس مصائب المنطقة والمسلمين سنّة وشيعة؟