Site icon IMLebanon

أوباما يطمئن العرب ويتشدَّد مع إيران

من حقيبة “النهار” الديبلوماسية – أوباما يطمئن العرب ويتشدَّد مع إيران

عبد الكريم أبو النصر

15 أيار 2015

“شددت ادارة الرئيس باراك أوباما في مشاوراتها مع الدول العربية والاقليمية الحليفة لها على ثلاث مسائل أساسية تتعلق بالمفاوضات بين ايران ومجموعة الدول الست الهادفة الى توقيع اتفاق نووي نهائي: الأولى – ان الخيار الديبلوماسي التفاوضي من أجل انهاء النزاع النووي مع ايران ليس هدية تقدمها الى القيادة الايرانية أميركا والدول الكبرى الأخرى بل ان هذا الخيار يشكل أفضل فرصة لازالة خطر امتلاك الجمهورية الاسلامية السلاح النووي من غير خوض حرب تكون لها انعكاسات كارثية على الخليج العربي والمنطقة عموماً. الثانية – ان القيادة الايرانية هي التي ستضطر الى تقديم تنازلات جوهرية وخضوع لشروط متشددة والمطالب قاسية حددتها الدول الست، أميركا وفرنسا وبريطانيا وروسيا والصين والمانيا، وهي تبدل جذرياً طبيعة البرنامج النووي الايراني المتطور وتقلص قدراته الى أدنى حد ممكن، من أجل توقيع الاتفاق النهائي الشامل، وهذا يعني ان القيادة الايرانية تتفاوض مع الدول الكبرى من موقع ضعف لأنها لن تستطيع أن تفرض شروطها على أميركا والدول الأخرى. الثالثة – ان توقيع الاتفاق النووي النهائي، في حال حصوله بنهاية حزيران، يحمي المنطقة من خطر امتلاك ايران السلاح النووي ومن احتمال نشوب حرب. وهذا الاتفاق لن يضعف العلاقات الأميركية – العربية بل سيؤدي الى تعزيز الروابط بين الولايات المتحدة والدول الحليفة لها وتقوية قدراتها التسلحية والدفاعية وانجاز تفاهمات جديدة معها من أجل حمايتها من أي تهديدات ايرانية محتملة. فالمصلحة الاستراتيجية الحيوية لأميركا تتطلب تقوية العلاقات مع الدول الحليفة لمواجهة خطط القيادة الايرانية لفرض مطالبها على الدول الأخرى واحباط محاولاتها لتغيير موازين القوى في المنطقة لمصلحة طهران وحلفائها”.

هذا ما أدلى به الينا مسؤول غربي بارز زار المنطقة أخيراً وهو وثيق الاطلاع على الاتصالات الأميركية – الخليجية – العربية. وقال: “ان المسؤولين الأميركيين شددوا في لقاءاتهم الأخيرة مع زعماء خليجيين على ان أوباما هو أول رئيس أميركي يبدي رسمياً وبوضوح استعداده لاستخدام كل الامكانات والخيارات الديبلوماسية والسياسية والاقتصادية والعسكرية لمنع ايران من امتلاك السلاح النووي ويرفض التعايش مع ايران المسلحة نووياً والاكتفاء باحتوائها”. واستناداً الى المسؤول الغربي، قدمت الادارة الأميركية الى دول عربية التعهدات الأساسية الآتية:

أولاً – لن توقع أميركا اتفاقاً نووياً نهائياً مع ايران ما لم يضمن هذا الاتفاق بطريقة يمكن التأكد منها انتزاع كل القدرات والمكونات المتطورة التي تسمح للجمهورية الاسلامية بانتاج السلاح النووي واذا لم يقفل كل الطرق المؤدية الى امتلاك الايرانيين امكانات نووية تسلحية.

ثانياً – لن توقع أميركا اتفاقاً نووياً نهائياً مع ايران اذا تمسكت القيادة الايرانية باستقلالها النووي، بل ان عليها اخضاع برنامجها النووي، وللمرة الأولى، لنظام رقابة دولية صارم ومشدد يتضمن السماح لمفتشي الوكالة الدولية للطاقة الذرية مع أجهزتهم المتطورة بزيارة وتفقد كل المنشآت والمواقع والمراكز النووية بما فيها المنشآت العسكرية بصورة يومية وبشكل مفاجئ اذا اقتضى الأمر، للتأكد من عدم وجود نشاطات عسكرية نووية سرية.

ثالثاً – ترفض أميركا الرفع الفوري والكامل للعقوبات الدولية المفروضة على ايران في حال انجاز الاتفاق. ولن توقع أميركا اتفاقاً نووياً نهائياً مع ايران ما لم يضمن رفعاً تدريجياً وعلى مراحل للعقوبات من أجل التأكد فعلاً من تنفيذ القيادة الايرانية كل التزاماتها وتعهداتها ومن أن برنامجها النووي هو للأغراض السلمية. والاتفاق النهائي سينص على اعادة فرض العقوبات على ايران اذا انتهكت التزاماتها. وقد شدد وزير الخارجية الأميركي جون كيري مراراً “على ان المفاوضات مع ايران ليست مرتكزة على أساس الثقة المتبادلة لأن الثقة مفقودة، بل انها مرتكزة على ضرورة التحقق والتأكد من طريق الرقابة الدولية المتشددة والمتواصلة من تنفيذ القيادة الايرانية المطالب المتعددة المفروضة عليها”.

وخلص المسؤول الغربي الى القول: “هذه المعطيات تعكس وجود عقبات جدية عميقة غير معلن عنها في المفاوضات تتطلب لتجاوزها أن تتخذ القيادة الايرانية في شأنها قرارات صعبة وقاسية وأن تتراجع عن مواقفها المتشددة المرفوضة لدى الدول الكبرى، ولن يستطيع أي طرف أن يضمن منذ الآن انجاز الاتفاق النووي النهائي الذي بدأ صوغ نصه بصعوبة. وكل الاحتمالات واردة”.