Site icon IMLebanon

أوباما يرعى “داعش” من الجو؟

ليس كثيراً ان تهزأ موسكو من واشنطن عندما تسألها: ما هي النتائج التي حصلنا عليها بعدما أرسل “الائتلاف الدولي” قوات لمحاربة الإرهاب، ثم بدا كأنه مغرم فقط بإحصاء عدد الغارات الجوية على “داعش”؟

قبل سنة تقريباً طرح السناتور جون ماكين سؤالاً مشابهاً عندما قال إن المقاتلات الاميركية التي تحلق فوق مواقع “داعش” في العراق وسوريا غالباً ما تعود من غير ان تلقي حمولتها من القنابل!

وعلى رغم المزاعم الكاذبة التي حاولت ان تزج في مذكرات هيلاري كلينتون “خيارات صعبة”، أن أميركا هي التي أسست “داعش”، فأنه منذ إعلان “الدولة الاسلامية في العراق والشام” في 5/7/2013 ومنذ تشكيل “الائتلاف الدولي” الذي ضمّ اربعين دولة بعد سقوط الموصل وسيطرة التنظيم على الرقة في سوريا الى الآن، بدا ان أميركا لا تشن حرباً على “داعش” بقدر ما ترعاه من الجو.

مرة واحدة بدا أن الطيران الاميركي يعمل بفاعلية ضد التنظيم الإرهابي، عندما ساند المقاتلين الأكراد في تحرير كوباني، وهو ما عمّق الإيحاءات بأن أميركا تعمل فعلاً على تقسيم المنطقة من خلال ادارة الحرب على الإرهاب عبر تراكم مواقف سياسية وعسكرية تخدم هذا الاتجاه.

السخرية الروسية من أميركا وحربها المزعومة على الإرهاب ليست شيئاً قياساً بالفضيحة المدوية التي فجرها الجنرال لويد أوستن قائد القيادة المركزية الاميركية أمام الكونغرس قبل يومين، عندما قال إن أربعة أو خمسة من مقاتلي المعارضة السورية الذين دربتهم أميركا لا يزالون يقاتلون ضد الإرهابيين!

ولكن أين أصبح البرنامج الاميركي الذي طالما حدثنا عنه باراك أوباما تكراراً، والذي رصد له مبلغ 500 مليون دولار لتدريب 5400 مقاتل من المعارضة المعتدلة سنوياً وعلى ثلاث سنوات، حيث كان يفترض في هؤلاء مقاتلة التنظيم الإرهابي وسد اي فراغ ينجم عن سقوط نظام بشار الاسد؟

كلام الجنرال لويد أمام الكونغرس يعرّي إدارة أوباما، ويظهرها كمن يدير خديعة هدفها الأبعد دفع التطورات في سوريا والعراق في اتجاه التقسيم، لا كمن يدير برنامجاً عسكرياً لمحاربة “الدواعش”، فلقد كان من الفاضح والمعيب جداً ان تتمكن “النصرة” في شهر تموز الماضي من تدمير “الفرقة 30” التي تدربت في أميركا وتستولي على أسلحتها وتأسر قائدها العام نديم الحسن في ساعات دون أي ردة فعل أو حماية من أميركا!

وعندما يبلغ لويد الكونغرس صراحة أنه “بالوتيرة الحالية البطيئة جداً لن تتحقق أهداف برنامج التدريب”، وعندما تكشف وكيلة وزارة الدفاع كريستين ورمث أنه يجري حالياً تدريب 100 الى 120 عنصراً فقط، فذلك يعني أن أوباما لا يدرّب مقاتلين لمواجهة “داعش” بل يحضّر ضحايا يقدمها لـ”داعش”!