في مساء يوم الجمعة٬ قبل ساعات من توارد الأنباء بشأن وقوع الهجمات الإرهابية المنّسقة والدموية في مختلف أنحاء باريس٬ التي حصدت أرواح 129 شخًصا٬ وأصابت مئات الضحايا الأبرياء الآخرين٬ قال الرئيس الأميركي باراك أوباما للأميركيين: «إننا دحرنا» تقُّدم تنظيم داعش.
والآن٬ بعد إعلان «داعش» مسؤوليته عن تلك الهجمات٬ ندرك تماًما كيف كان أوباما مخطًئا في حديثه.
بعد باريس٬ يتضح لنا أن اتخاذ الحد الأدنى من الإجراءات لا يجعلنا آمنين. وقد حان الوقت للرئيس أوباما لأن يتوقف عن التحوط٬ وأن يتخذ خطوات جادة للدفاع عنا وعن حلفائنا.
كان الرئيس محًقا عندما وصف «داعش» بأنه سرطان٬ لكن ذلك السرطان انتشر في عهده. وُتعد هجمات باريس دليلاً على ذلك٬ كما هو الحال بالنسبة لأفغانستان والعراق وسوريا ولبنان وشمال أفريقيا. ما رأيناه مساء الجمعة سنراه هنا في الولايات المتحدة إذا واصلنا المسار الحالي. لقد حان الوقت لتغيير ذلك المسار٬ وتأمين سلامة وطننا٬ والحفاظ على قيمنا الديمقراطية. والآن هو الوقت المناسب ليس فقط لاحتواء «داعش»٬ وإنما للقضاء عليه مرة واحدة وإلى الأبد.
يجب علينا البدء في تحديد العدو. ولن نهزمه ما دمنا خائفين من مناداته باسمه. فقدُشّنت هذه الأفعال الإرهابية الشنيعة بواسطة المسلمين الراديكاليين المتشددين. ولا يمثل تنظيم داعش إلا فرًعا من تلك الآيديولوجيا التي تمثل حالًيا أكبر تهديد لنا. الإسلام ليس عدونا٬ لكن العدو يعيش داخل الإسلام. وبناء على ذلك٬ سوف يلعب العالم الإسلامي الأوسع دوًرا حاسًما في هذه الحرب.
يجب علينا أن نشن حرًبا لهزيمة العدو٬ وليس لمجرد مضايقته. فلأكثر من عام٬ تشبث الرئيس أوباما بأمل أن تكون الحملة الجوية كافية٬ وقد اتضح عكس ذلك.
ويجب عليه الآن استدعاء أفضل العقول العسكرية من الولايات المتحدة ومنظمة حلف شمال الأطلسي٬ وأن يستمع بحرص لكل ما يقولونه٬ وفي النهاية يبني استراتيجية شاملة تتكامل مع جهودنا مع الأكراد والأتراك والسعوديين والمصريين والأردنيين.
يجب على الأمم والشعوب المسلمة الرائدة الانخراط فوًرا في الحملة العالمية المتواصلة لتعزيز التسامح ونبذ العنف. ويجب التصدي لدعاية «داعش» التجنيدية بشكل أكبر من ذلك بكثير٬ مع بذل جهد أكثر تركيًزا على تشويه سمعة التنظيم٬ واستبدال القيم الإسلامية التقليدية بها.
يجب على الغرب وقف جنون الترحيب بمئات الآلاف من الأشخاص القادمين من منطقة الشرق الأوسط دون معرفةَمن هم بالضبط. وقد يمكن قبول النساء والأطفال والمسّنين٬ لكن ليس الآلاف من الشبان غير المتزوجين.
ويمكن لأميركا وحدها قيادة هذه الحرب٬ وتعني تلك القيادة الاستعداد لتكريس كل الموارد المطلوبة للفوز حتى لو استلزم الأمر إرسال قوات برية إلى هناك. إننا نمتلك جيًشا هو الأفضل تجهيًزا والأكثر تفانًيا لأسباب وجيهة. ويجب على الرئيس التوقف عن محاولة استرضاء قاعدته السياسية بقول ما لا يمكنه فعله٬ وإخبار الأميركيين بما سيفعله حًقا.
يجب علينا فعل ذلك مهما تكلف الأمر