IMLebanon

حُذِّر أوباما من اليمن ولم يفعل شيئاً!

عن سؤال: هل تعتقد أن لإسرائيل مصلحة في مرابطة “داعش” و”النصرة” على حدود لبنان معها أم “حزب الله”؟ أجاب أحد أبرز المسؤولين النافذين نفسه في أكبر تجمُّع للمنظمات اليهودية الأميركية في الولايات المتحدة: “معك حق في الاعتقاد أن موقف إسرائيل يسهِّل عبور “النصرة” أو غيرها من القنيطرة إلى شبعا في جنوب لبنان أو يحول دونه، علماً أن “النصرة” لن تعبر من دون موافقتها أو بالأحرى لا تستطيع العبور. لكن حدسي يقول إن إسرائيل مرتاحة مع “النصرة” على حدود سوريا معها. فهي تعالج جرحاهم. والحدود هادئة، وعناصرها لا يقومون بأعمال عدائية. وفي تقديري سيبقى موقف “النصرة” الذي شرحته الآن ولن يتغيَّر في حال عبر مقاتلوها إلى لبنان الجنوبي، وفي حال تمركزوا على الحدود اللبنانية مع إسرائيل. هذا طبعاً إذا تمكّنت “النصرة” من العبور بعد الموافقة الإسرائيلية. ذلك أنها لا تمتلك ترسانة عسكرية مماثلة أو قريبة من ترسانة “حزب الله” وخصوصاً الصاروخية منها. كما أنها لا تمتلك تجربته وخبرته القتالية والعسكرية. فهو عنده “جيش”، إذا جاز التعبير على هذا النحو، حصَّل على مدى سنوات طويلة خبرة تجعله قادراً على خوض حرب عصابات وحرب نظامية في آن. وسوريا التي كانت دولة تهدِّد إسرائيل في استمرار قد انتهت. ولن تقوم سوريا من كبوتها بل من كارثتها قبل 50 سنة على الأقل وتالياً لن تكون تهديداً لإسرائيل. أي أن سوريا “السنّية” الحكم لن تستطيع تحويل “النصرة” وسنَّة لبنان جيشاً معادياً لإسرائيل مثل “حزب الله” وبقوته. هذا الحزب كان عنده داعم أساسي مجاور لحدود لبنان هو سوريا (الأسد)، وكانت خطوط مواصلاته مفتوحة مع إيران عبر الحدود السورية – العراقية، والعراقية – الإيرانية”.

ماذا عن اليمن؟ سألتُ: أجاب: “اتصلت قبل ستة أشهر بالبيت الأبيض، وحذَّرت من التغاضي عن نشاط الحوثيين في هذه الدولة. وتحدَّثت عن نشاطهم ومخططاتهم وأكدت أنهم ينفِّذون فيها مشروعاً إيرانياً. أنصتوا واستمعوا لكنهم لم يفعلوا شيئاً. واتصلت مرة ثانية بالبيت الأبيض نفسه فقيل لي إن تحركاً قد بدأ. لكن لم يحصل شيء. وأخيراً اتصلت به قبل ثلاثة أيام (قبل انتهاء آذار بقليل) من تمدُّد الحوثيين وبدء سيطرتهم على الأرض. لكنهم أيضاً لم يفعلوا شيئاً. وبعدما حصل ما حصل، والعالم كله يعرفه، اتصلوا بي من “البيت” نفسه قائلين لي: “كنت محقاً”. علَّقتُ: رأيي في اليمن وأحداثه معروف. فقد كتبته في عملي اليومي وشرحته أخيراً في واشنطن لأكثر من مسؤول حالي وسابق وباحث. وهو أن التحرُّك الحوثي السريع كان ردَّاً سريعاً على استيلاء “داعش” على قسم كبير من المنطقة السنّية في العراق وذلك للإيحاء أن إيران قوية، وأن ما حصل كان خسارة لجيش عراقي بنَته أميركا. علماً أن ذلك ليس صحيحاً. فهو جيش تسيطر عليه هي أي إيران وتديره. انطلاقاً من ذلك لا بد من القول إن إيران هي المسؤولة عن سقوط الموصل ونينوى وغيرهما. وإذا أقرَّت بذلك تكون تعترف بمسؤوليتها، وإذا كانت تجهل ذلك تكون مصيبتها كبيرة. فهل ساءلت مسؤوليها في العراق عن الانهيار العسكري وأسبابه؟ وهل تستفيد هي منه؟ أخيراً تستطيع أميركا الإفادة من الذي جرى في العراق للضغط على إيران كي تفتح معها ملف القضايا الإقليمية في موازاة الملف النووي المفتوح.

ردّ أحد أكبر المسؤولين النافذين نفسه في أكبر تجمُّع للمنظمات اليهودية الأميركية في الولايات المتحدة، قال: “المشكلة هي هنا. من زمان ونحن نحضّ الإدارة الأميركية على ربط الحوار أو التفاوض النووي بالقضايا الإقليمية كي لا تتفرّغ إيران بعد التوصل إلى تفاهم نووي للمنطقة، ولا سيما بعد تحرير أرصدتها المالية الضخمة المجمَّدة. لكن شيئاً من ذلك لم يحصل وإيران مستمرة في عملها ومخططاتها. إيران لن تنشئ أو تؤسس في اليمن أو في غيره حكماً ناجحاً ونظاماً جدياً. سياستها تقوم على تأسيس منظمات وأحزاب وميليشيات، وعلى تدريبها عسكرياً كما على مدِّها بالأسلحة والمال والدعم السياسي. ومن خلالها تمارس نفوذها الإقليمي. ذلك أنها لا تريد أن تتحمَّل مسؤولية هذه الدول اقتصادياً وأمنياً وغير ذلك. هذا ما فعلته في لبنان والعراق، وهي تفعله الآن في اليمن والسودان وغيرهما. وستتابع تنفيذ هذه السياسة حيث تستطيع”. علَّقت: على كل، أتى ردّ الفعل السعودي والمصري والإقليمي (باكستان وتركيا) على أحداث اليمن في وقته. وهو يساعد إدارة أوباما في “إقناع” إيران بالخوض في الإقليميات إلى جانب النوويات.

بماذا ردّ؟