IMLebanon

أوباما سيُكمل مواجهة نتنياهو

عن سؤال: كيف ستواجه السعودية الأخطار التي تهدِّدها؟ أجاب المسؤول الأميركي الكبير والمهم السابق نفسه الذي تعاطى مع مناطق العرب والمسلمين وغيرهم، ولا يزال ناشطاً بينها وبين واشنطن قال: “السعودية لا تقاتل ولا تريد أن تقاتل. تريد من يقاتل عنها ومعها أو يساعدها في القتال إذا اضطرّت الى ذلك. تحدَّث مسؤولون فيها معنا (أي أميركا) في موضوع حدودها مع اليمن، وفي موضوع المنطقة الشرقية حيث قد تحصل مشكلات. في السعودية جيش نظامي وحرس وطني ووزارة الداخلية. الجيش غير مهيَّأ للقتال الفعلي. والحرس أُسِّس لحماية العائلة والنظام. يقاتل الحرس إذا حصلت مشكلات مع الشيعة داخل المملكة وخارجها. أما الجيش فلا أريد أن أعطي تكهنات عنه”. علَّقت: “زعلِت” السعودية والإمارات العربية المتحدة من عُمان بسبب دورها التوسُّطي بين أميركا وإيران. لماذا قامت عُمان بذلك؟ أجاب: “ساعد شاه ايران، بواسطة طيرانه الحربي، السلطنة في عُمان على القضاء على الثورة التي كانت ناشبة ضد النظام فيها في منطقة ظفار. إذ أخرجهم من الجبال وكانوا يتحصّنون في كهوفها، الأمر الذي جعلهم هدفاً صالحاً للقوات العُمانية ولحلفائها. في أي حال، العُمانيون يعملون ما يؤمِّن مصالحهم. الإمارات تخاف من “الأخوان المسلمين” ومن المتشدِّدين الاسلاميين ومن إيران. والآن وليّ الشيخ محمد بن زايد هو الأساس جراء المرض الشديد لأخيه رئيس الدولة”.

ماذا عن الأردن وأوضاعه؟ سألتُ. أجاب: “الأردن قابل للعطب (Vulnerable). نتنياهو قال: لا نريد دولة فلسطينية. الملك عبدالله الثاني يتكلّم الإنكليزية بطلاقة وسهولة، ويعرف كيف يحكي مع أميركا والمسؤولين فيها وحتى مع وسائلها الإعلامية والرأي العام فيها. كما يعرف كيف يحكي مع الغرب والعالم عموماً. لكنه لا يعرف أن يتكلَّم مع شعبه، أو ربما لا يتكلّم معه الا في المناسبات. احتمال تعرُّض الأردن لاضطرابات موجود، وكذلك احتمال اجتياح “داعش” بعض أرضه أو محاولة اجتياحها. أما في موقع نتنياهو وإسرائيل فما هو رأيك؟” أجبت: نتنياهو أذلّ ليس فقط الرئيس باراك أوباما، بل الكونغرس الأميركي معه. علَّق: “إنه في اليمين الإسرائيلي. وقد يكون موقفه مفهوماً، لكنه عنيف وعنيد ولا أمان له وزوجته مثله. مشكلته أنه “دخل تحت جلد أوباما” وآلمه وسعى الى إلحاق الأذى به. فردّ له أوباما ذلك وسيُكمِل”. علَّقتُ: سمعتُ أن أوباما قد يحاول قبل انتهاء ولايته بعد سنتين أو أقل عرض مشروع حل الدولتين فلسطين وإسرائيل على مجلس الأمن ويطلب التصويت عليه، وذلك رغبة منه في وضع الصراع الفلسطيني – الاسرائيلي المزمن على طريق جدّية للحل، وكذلك في إحراج نتنياهو وردّ “فضائله”. ردّ: “لا أعتقد ذلك على الاطلاق، لكن ربما يُقدم الروس على هذا الأمر. لا أدري حقيقة ماذا سيحصل على هذا الصعيد. الوضع مع الروس خطر. فبوتين رئيسهم احتلّ شبه جزيرة القرم ويحاول الآن السيطرة على شرق أوكرانيا. لم يهضم بعد ما بلعه ويحتاج إلى وقت لذلك. وضعه الإقتصادي صعب ومدخول بلاده من النفط انخفض إلى النصف. وقد يستمر ذلك طويلاً. والديكتاتور يصبح خطره كبيراً في أوضاع كهذه. لذلك لا بد من التروّي الأميركي والدولي في معالجة الملف الأوكراني وغيره”. قلتُ: سمعت أنكم عدتم إلى تخزين أسلحة ومعدّات عسكرية في أوروبا من جديد. فهل إذا دعت الحاجة، أي إذا حاولت روسيا مهاجمة دول حليفة لكم في أوروبا أو عضو في حلف شمال الأطلسي، ترسلون قوات أميركية لمواجهة هذا الخطر قبل تحوله واقعاً أو بعد ذلك؟ أجاب: “هناك قوات في لاتفيا ودول البلطيق. وطبعاً سنرسل قوات إذا دعت الحاجة. الوضع خطير، لكن نأمل أن لا يصل إلى حدّ الحرب. على كلٍّ، راقبتُ تحرّك القوات الروسية في القرم وفي شرق أوكرانيا وغيرها ورأيت أنها تحرّكت على نحو جيّد. الإنطباع الذي ساد سابقاً عن الماكينة العسكرية الروسية، وهو أنها مهترئة، قد لا يكون صحيحاً بكلّيته. يبدو أن بوتين يهتم بها ويتعب عليها لأنه يعتمد عليها”. قلتُ: يُقال إن أفغانستان ستسقط في يد “الطالبان” بعد انسحاب قواتكم العسكرية منها؟ أجاب: “أنا وأنت نصل إلى نتيجة واحدة ولكن طُرقنا مختلفة. سيحصل تفاوض وحوار يؤديان لاحقاً إلى تسلُّم “طالبان” السلطة. لن يحصل سقوط ثم تسلُّم. حكومة الرئيس الجديد غاني وعبدالله جيدة أو بالأحرى لا بأس بها. لكن “الطالبان” أكثر ذكاء. باكستان أيضاً معرّضة للخطر الإسلامي”.

ماذا عند مسؤول اميركي سابق كبير تعاطى من موقعه المهم جداً مع قضايا دولية وشرق أوسطية عدة من بينها إيران؟