IMLebanon

في التهافت الممانع..

 

في تهافت خطاب الممانعة محلياً شيء من المنطق السليم! باعتبار ان أفقه الاقليمي الأوسع، يجد نفسه أمام خلاصات كئيبة لمسار دفع الغالي والنفيس لتكريسه ونجاحه.. فلم يُكرّس ولم ينجح!

النتيجة اللبنانية لذلك التهافت حتمية بحكم الضرورة والارتباط والوظيفة والهوى.. مع ان الخلاصات المحلية، كانت سبّاقة في تأكيد تلك النتيجة وتثبيتها ودفع الرؤوس الحامية الى تبريد حرارتها، أو محاولة ذلك!

والخلاصة الكئيبة تلك، تفيد أن الهلال المذهبي (الممانع!) الممتد من بحر قزوين الى البحر الابيض المتوسط انكسر في اللحظة التي وصل فيها الى ذروته.. أو في اللحظة التي وَجَد فيها أصحابه، ان الميدان انفتح أمامهم من دون أي عوائق: في العراق بعد انسحاب الأميركيين وتثبيت سلطة فئوية ظنّت ان لحظة «الثأر» التاريخي وصلت، فأرعدت وتجبّرت وطغت واستكبرت حتى كسرت ظهرها بيديها! وفي سوريا التي خرجت سلطتها مدحورة مكسورة من لبنان بعد الجريمة الغادرة في 14 شباط 2005، لكنها عوّضت عن ذلك بكسر حصار اقليمي دولي.. قبل أن تعود وتوصل نفسها وبيديها الى هاوية هلاكية تدميرية لا مهرب منها سوى بالاندثار الموازي للانتحار!

.. وفي لبنان حيث سمح لها انقلاب القمصان السود بتكريس مرحلي لنهجها العريض القائل بأن صندوق الصواريخ أفعل من صندوق الاقتراع، قبل أن يصدمها الاكتشاف الأهم والأخطر القائل بأن حقائق الاجتماع الطائفي والمذهبي والسياسي، اللبنانية الثابتة، أفعل وأقوى وأكثر دواما واستقرارا من قدرة أي صاروخ مذهبي أو طائفي أو سياسي على تدميرها!

درّة التاج في ذلك التهافت، كانت في المركز والقاعدة والعاصمة: اكتشف الايرانيون ان دون مشروعهم النووي، محيطات في السياسة والاقتصاد والقدرات والعلاقات، لا قِبَلَ لهم على الإبحار فيها وقطعها.. وان توظيف التهويل والارهاب لتركيب نفوذ سياسي جموح وطموح، ليس تجارة رابحة، ما دام الآخرون (الاغيار!) لن يقفوا مكتوفي الأيدي بأي شكل من الأشكال! ولن يستسلموا أمام جور غير مبرر. ولن يتراخوا أمام استهداف كياناتهم وأوطانهم ومعتقداتهم ومصالحهم.. لم يفعلوا ذلك أمام اسرائيل و(العبرة قائمة) ولن يفعلوه أمام الإيرانيين ولا أمام غيرهم.

.. التهافت الممانع كاد يكتمل فصولا لو «قَبِلَ» الاميركيون عروض الشراكة التي قدّمت اليهم من طهران الى دمشق بشّار الأسد! لكن واحدة من ألمع ظواهره في لبنان هي في اكتشاف «حزب الله»، ان «ثقافة الخوف» بديل مناسب عن «ثقافة المقاومة والممانعة»، فدخل في التجربة بكل جبروته، ولم يخرج منها بعد!