Site icon IMLebanon

الممانعة تخسر «ذريعة» المعركة أخلاقياً.. أيضاً

يكاد لا يمر يوم أو حتى ساعة من دون أن يضخّ «الإعلام الممانع« أخباراً عن انتصارات «حزب الله« في معركة القلمون وسيطرته على أغلبية الجرود. هذا الضخّ الإعلامي اليومي يرافقه كلام عن أن غالبية التكفيريين الذين انسحبوا من المناطق التي خسروها بعد معارك مع الحزب أصبحوا في جرود عرسال. لتكون النتيجة الأولية للحرب التي أعلنها الحزب جلب المقاتلين السوريين إلى داخل الأراضي اللبنانية بدل إبعادهم عنها، وتحديداً إلى الأراضي التي لها «وضع خاص« نظراً لأن عرسال وجرودها هي المنطقة الوحيدة المعارِضة للنظام السوري و«حزب الله« والتي تمنع قيام ما يُعرف بـ«دولة النظام«.

ومن هذا المنطلق يمكن فهم إصرار الحزب« على معركة عرسال والتي يبدو أن التمهيد لها بدأ ولو فقط إعلامياً في هذه الفترة. إلاّ أنّ هذا لا يعني أنّ الحزب يبحث عن الذريعة المناسِبة لبدء المعركة العسكرية التي يحضِّر لها جيداً. والتي لن تكون سهلة أبداً خصوصاً بعد كلام رئيس تيار «المستقبل« الرئيس سعد الحريري الذي عبّر وبكثير من الوضوح أنّ «عرسال خط أحمر«. وهو خط يرسمه الحريري بوجه مشروع «حزب الله« لإزاحة عرسال من طريقه لتأمين خط الإمداد لدولة النظام في حال سقطت دمشق من يده وأصبحت في يد المعارضة السورية.

سيناريوهات كثيرة يمكن للحزب الاستفادة منها، وبحسب مصادر حزبية فإن الحزب قد يعمد إلى خلق مشكلة داخلية في عرسال تكون مقدمة لتدخله فيها تحت شعار حماية الأهالي من التكفيريين. وهذا الأمر الذي يعمل عليه إعلامياً عبر خطابات وتصريحات تدّعي التعاطف مع أهالي عرسال في وجه القوى الظلامية.

وسياسياً، يعمل الحزب أيضاً على إظهار معركته في عرسال على أنها معركة بوجه قوى تحتل الأراضي اللبنانية وهو ما يحاول وزراء التيار «الوطني الحر« أن يفعلوه في مجلس الوزراء، من خلال وزير التربية إلياس بو صعب الذي طالب رئيس الحكومة تمام سلام بضرورة «أن يشرح وزير الدفاع أمام الوزراء الوضع هناك وأعداد المسلحين في الجرود اللبنانية، وما إذا كان وجودهم يعتبر احتلالاً لمنطقة لبنانية«. إلاّ أنّ رئيس الحكومة رفض نقاش هذا الموضوع.

أما محاولة الحزب توريط الجيش اللبناني بحربه السورية فهي فشلت أيضاً، بعد تأكيدات قائد الجيش العماد جان قهوجي الذي أوضح أنّ «الجيش يراقب تحركات المسلحين في الجرود اللبنانية بشكل متواصل عبر الطائرات المتخصّصة التي يسيّرها دورياً في أجواء المنطقة«، مشيراً في هذا السياق إلى أنّ «الأسلحة الجديدة التي تصل تباعاً إلى المؤسسة العسكرية تساهم بفاعلية في تمكين الجيش من القيام بدوره في إطار رصد ومكافحة المجموعات الإرهابية والتصدي لمحاولات تسلل أو تقدّم أي من مسلحيها باتجاه المنطقة الحدودية«. وخلص إلى التشديد أمام وفد من نواب «المستقبل« قائلاً: «نحن نسيطر على المنطقة و«ما فيهم يعملوا شي« وحدات الجيش في جهوزية تامة ونقوم بواجباتنا على أكمل وجه ومستعدون لتنفيذ أي قرار تأخذه الحكومة«، وأردف: «لا خوف على عرسال وجرودها، وأساساً المسلحون الذين هربوا من معارك القلمون السورية باتجاه الجرود اللبنانية أعدادهم قليلة جداً«، نافياً بذلك ما يتم التهويل به والترويج له في إعلام الممانعة عن نزوح آلاف المسلحين من القلمون إلى جرد عرسال. 

وقد يكون «حزب الله« يفتح ملف عرسال لإخفاء حقيقة خسائره في القلمون التي باتت تشكل عبئاً حقيقياً عليه. وبحسب ما أكد مصدر حزبي لـ»المستقبل« فإنه عند إعلان الحزب عن تشييع قتيل له يكون قد سقط له تسعة قتلى لا يعلن عنهم، هذا عدا عن وجود جثث في أرض المعركة لم يتمكن الحزب من سحبها بعد، كجثة محمد ابراهيم ابن التسعة عشر عاماً الذي قتل في القلمون«.