Site icon IMLebanon

الاعتراضات «القواتية».. حتى لا يتحول «الاختلاف» الى «خلاف»؟!

كان لافتاً جداً «اللقاء» الصحافي المشترك يوم أمس، بين رئيس كتلة «المستقبل» الرئيس فؤاد السنيورة وعضو كتلة «القوات اللبنانية» النائب جورج عدوان، والذي كان في «قمة «التشاطر» و«الديبلوماسية» في تفسير وتبرير المواقف الأخيرة التي باعدت بين الفريقين خصوصاً حول ما يسمى بـ«مبادرة التسوية» المنسوبة الى الرئيس سعد الحريري، ولم تعلن رسمياً بعد..

خلاصة كلام الرئيس السنيورة ان «استمرار الفراغ الرئاسي يؤدي الى المزيد من المخاطر..» وخلاصة كلام النائب عدوان هو «ان الرهان على ان الاختلاف بشأن مبادرة الحريري الرئاسية سيؤدي الى خلاف مع «المستقبل» غير صحيح..».

في المحصلة لا جديد في مواقف الطرفين.. وما أعلنه عدوان لا يستقيم مع سائر المواقف التي صدرت مؤخراً عن مرجعيات نيابية وسياسية في «القوات» وخلاصتها هي أنه «لا بد من ايجاد بديل من التسوية التي نسبت الى الرئيس سعد الحريري بتبني ترشيح رئيس «تيار المردة» النائب سليمان فرنجية من داخل افرقاء 8 آذار، وهو من المعروفين بمواقفهم السياسية التي لا تتماشى مع مواقف «المستقبل» ولا مع مواقف «القوات» وقوى 14 آذار عموماً..

اعتراض «القوات» على مشروع «مبادرة التسوية» الحريرية تجاوز حدود ابداء الرأي والتحفظ، وهو استند الى جملة معطيات، او «مسلمات قواتية» من بينها على سبيل المثال، لا الحصر، ان الرئيس الحريري قفز من فوق من يفترض أنهم حلفاؤه، ولم يعر اهتماماً لوضع مرشح 14 آذار الرئاسي، سمير جعجع، ويضعه في صورة ما يراه وما يهيء له، فراح الى خياره الجديد، بالتشاور والتنسيق مع رئيس «اللقاء الديموقراطي» النائب وليد جنبلاط، وكأن الآخرين غير موجودين ومن دون ان يضع جعجع في الصورة.. ومن بينها أيضاً «ان أحداً لا يملك حتى املاء الشروط والقرارات على الافرقاء المسيحيين، الذين منهم سيكون رئيس الجمهورية..» خصوصاً ان الغالبية من القوى السياسية متفقون على مقولة: «ليتفق الافرقاء المسيحيون ونحن من ورائهم..»؟!.

يؤكد متابعون عن قرب، ان الاعتراضات، والملاحظات التي خرجت من صفوف «القواتيين» الى العلن، كانت أقل حدة بكثير مما جرى تداوله في الصالونات او عبر قنوات «التواصل الاجتماعي»، الأمر الذي سارعت قيادتا «المستقبل» و«القوات» الى تطويقه، وطلبتا في بيانين منفصلين عدم التعرض لقيادات 14 آذار، وتحديداً الرئيس سعد الحريري..» لكن هذا التدبير لم يرقَ الى مستوى اعادة الأمور بين الفريقين الى ما كانت عليه، خصوصاً وان نواب وقيادات من «المستقبل»، واظبوا على مدى الأيام الماضية على اعلان ان الرئيس الحريري متمسك بالنائب فرنجية.. على الرغم من العراقيل والعقبات.. وهو أمر لم يكن مستساغاً لدى مركز القرار في «القوات اللبنانية»..

يتساءل «القواتيون» على أي أساس طرح الرئيس الحريري مرشحاً آخر، من فريق 8 آذار بديلاً عن مرشح 14 آذار سمير جعجع؟! ولا يجدون جواباً «واضحاً وحاسماً»، خصوصاً وان فرنجية، على ما دلت الأيام الماضية، لايزال متمسكاً بموقعه السياسي وخياراته بدليل الزيارة التي قام بها الى الرئيس السوري بشار الاسد قبل أيام..

ما لا شك فيه ان هذه الزيارة وأمثالها، من لقاء فرنجية – عون، وفرنجية السيد نصر الله، ستكون محور لقاء ابن زغرتا، في برنامج «كلام الناس» مساء اليوم.. لكن «القواتيين» يذهبون بسيناريوات يصعب القبول بها او اخراجها الى العلن في الوقت الراهن، وهم يؤكدون صعوبة، بل استحالة تراجع فرنجية عن خياراته، بل استدراجه الى «نقطة وسط»، وهو لايزال عند مواقفه، يتجنب الحديث عن مسألة سلاح «حزب الله»، ومسألة مشاركة الحزب في الاحداث السورية، الى جانب النظام والحكومة، ويمضي في خياراته ويفتح جبهة عند سلسلة جبال لبنان الشرقية، ضد «داعش» واخواتها..؟! ومسائل أخرى لا يمكن تجاوزها والقفز من فوقها..

اللافت، ان «القوات»، وعلى لسان عدد من قيادييها ذهبت في توصيف «مشروع مبادرة التسوية» الى ما هو أبعد كثيراً مما يتصور البعض، وهي وإذ رأت «ان ما حصل ليس انقساماً على خط سياسي ومبادئ، وإنما كان مشروع صفقة على المحاصصة فقط..»؟!..

الواضح، وبعد ارجاء جلسة انتخاب الرئيس يوم أمس، والتي تحمل الرقم 33، فإن لا خيارات ولا بدائل لدى «القوات»، وان كانت تعمد الى تسريب منمق عن خيارات في ضوء الحديث عن «الرئيس القوي»، من بينها مسألة تطوير العلاقات مع الجنرال عون الى حد تبني ترشيحه، وهو أمر ينظر اليه كثيرون، على أنه «مزحة لا أكثر ولا أقل..»، فالقواتيون، كما غالبية الافرقاء، يسلمون بالشغور الرئاسي ولا يشعرون بالحرج، وهم يعلنون «ان هناك أموراً لا اتفاق عليها مع الحريري.. ولا مع الآخرين..» تماماً كما جنرال الرابية الذي يشعر بأنه لايزال في موقعه المتقدم عند حليفه الأساس، «حزب الله»، الذي لم يتخل عنه على رغم «العلاقة الحميمة جداً» بين الحزب والنائب فرنجية..

يبقى السؤال، وبعد لقاء رئيس «القوات» سمير جعجع يوم أمس، نادر الحريري وهاني حمود، هل الافرقاء المسيحيون، ان اجتمعوا في كنف الصرح البطريركي، في وارد الاتفاق؟ وهل امكانات التوافق على مرشح يحظى بتأييد وطني، متوافرة؟

لا يخفي البعض، ان مشروع مبادرة التسوية الحريرية – وبعيداً عن الشعارات – كانت واقعية وتعبيراً عن الممكن لا المستحيل، والكرة هي في ملعب الافرقاء المسيحيين الذين عليهم ان يتفقوا.. كما في ملعب «حزب الله»، وهو أمر سيكون محور نقاش معمق في جلسة الحوار الثنائي بين الحزب و«المستقبل»؟!