في الصراع العربي – الصهيوني عنوان مركزي: التحكّم بالمنطقة وشعوبها، وبينهم شعوب الأمة العربية، ونهب خيراتها بعد إضعافها. للوصول إليها كان اغتصاب فلسطين، بعد تقاطع مصالح الحركة الصهيونية مع مصالح الاستعمار الغربي على الضفتين: التخلّص من اليهود التلموديين وخزعبلاتهم، وإضعاف العرب بالتقسيم الجغرافي والتناحر الديموغرافي للسيطرة وترسيخ النفوذ وانتصار المشروع الغربي – الصهيوني، ولا يكون هذا إلّا بأبدية (متخيّلة) الكيان الصهيوني في فلسطين، فيخوض المحتلون الحروب العربية – الصهيونية حرب بقاء أو حرب فناء؛ ومن هنا همجية أولي الأمر في فلسطين، وعلينا الكفّ عن اتهام نتنياهو بالجنون، فهو لا يعربد عارياً في الشوارع، هو يسوق نفسه عندهم شمشون اليهود الجديد: «عليّ وعلى أعدائي» فيخوض بغطرسة وعنجيهة حرب كيانه الوجودية بعد ضرباته والنقاط التي حصلها، مما حمله على الزهو وما أوصلتنا إلى الاستسلام، فنحن شعب «لا تفاوض – لا صلح – لا استسلام».
نقاتل ضد الهمجية الغربية – الصهيونية، بدعم أشقاء وأصدقاء وحلفاء، ونساند ونشارك ونقاتل عن…
ما يصيب الحلفاء والداعمين يصيبنا، وما يصيبنا يصيبنا وحدنا.
فيا وحدنا.
*****
ما خططت له الولايات المتحدة الأميركية وتحاول أن تنفذه ويحاول العدو الصهيوني تنفيذه ويسعيان إليه، وسعيهما بدّد: إضعاف المقاومة – والمقاومة فكر ونهج وممارسة – دون اعتراض على دور «حزب لله» السياسي، والإبقاء على وتيرة مشاركة الثنائي في الحكم محاصصة وتنفيعات، شكلاً ومضموناً، مع لحظ «الغبن التاريخي والحرمان المزمن للشيعة» ذريعة أو واقعاً، وتصعيدها لتعميق الشرخ بين الطوائف والمذاهب، وهنا يُثار من جديد إعادة النظر في الدستور والأعراف بعد تعيين رئيس جديد للجمهورية، بالتوافق والتفاهم بين المعنيين من «المجتمع الدولي» والإقليميين، مع الوقوف على خاطر الناخبين المحليين.
وفي ظلال رسوخ العداء المطلق للعدو الصهيوني ورفض التطبيع معه؛ هدنة ملزمة للبنانيين دون العدو الصهيوني، ومن وجوهها القرار 1701، و«إنصاف «إسرائيل» في توزيع جديد لـ«حصتها في الماء والنفط والغاز وثرواتنا اللبنانية الطبيعية» وشطب موضوع استرداد ما تبقّى من أرضنا المحتلة… دون أن ننسى الرضى بتوطين كل من يعيش في لبنان مهجراً أو نازحاً بصرف النظر عن شرعية وجوده… بالموازاة مع تسهيل هجرة اللبنانيين، كل ذلك مقابل وقف إطلاق النار بين لبنان والعدو الصهيوني، وإعادة بناء ما تهدّم ثم الالتفات إلى معالجة الوضع الاقتصادي وغض الطرف عن الفساد ومشتقاته…
بالمحصلة، ما كل ما يخطّط له حاصل لا محالة، و«ما كل ما يتمنى المرء يدركه.. تجري الرياح بما لا تشتهي السفن… »؛
فالغد صراع واستعدادات وتحالفات ووحدة وطنية شعبية… والنصر لمن أعدّ له.
عن الشرق الأوسط الجديد كلام آخر وفق المشاركة الإيرانية في الصراع ومنسوبه ووتيرته ودمويته.