إذا كان الداخل اللبناني، وكلُّ معني بملف انتخابات رئاسة الجمهورية، إنتظروا مطلع الأسبوع الفائت ما سيقوله زعيم تيار المستقبل سعد الحريري في تأييد ترشيح العماد ميشال عون، فإنَّ هذا الداخل، والمعنيين، انتظروا كيف سيتلقف السيد حسن نصرالله هذه المبادرة.
هكذا، المسار الجديد الذي فُتِح في بيت الوسط قد بلغ نهاياته في حارة حريك، لكن السؤال يبقى:
ماذا عن عين التينة؟
بعيد إعلان تأييد الترشيح من بيت الوسط، زار العماد ميشال عون الرئيس الحريري ثم الرئيس بري، اللقاء في عين التينة كان أكثر من بارد:
الرئيس نبيه بري لم يستقبله عند المدخل، كما فعل الرئيس الحريري، كما أنَّه استقبله من دون ربطة عنق كدلالة على مصادفة اللقاء.
لم يكتفِ الرئيس بري بهذه الإشارات بل إنّه، وعلى رغم إعلان نصرالله ترشيحه للعماد ميشال عون، فإنَّ قناة أن بي أن التلفزيونية التابعة للرئيس بري والتي تعكس وجهة نظره ولا سيما في مقدمات أخبارها، قالت بُعيد كلمة السيِّد نصرالله:
إنصراف لبناني لاستحقاق رئاسي على وقع إحتساب الأصوات والنتيجة السياسية.
زعيم المردة سليمان فرنجيه ماضٍ بكل شجاعة لخوض سباق يكرّس فيه الديمقراطية، ويوسّع فيه من مساحة تياره على طول المناطق اللبنانية. لم يعد فرنجيه زعيماً في الشمال، ولا فقط رئيساً لتيار، بلا صارت زعامته وطنية تؤكدها خطوته الإنتخابية، حتى بات واثق الخطى يمشي مارداً.
القضية تتعدى حجم أصوات يمكن أن يحصِّلها، إلى بُعدٍ سياسي له ماضيه وله مستقبله.
يقول الرئيس بري ما يقوله عن رئيس تيار المردة سليمان فرنجيه كي لا يقول عكسه عن العماد ميشال عون، إنطلاقاً من الملاحظات والهواجس التالية:
إطلالة رئيس تيار المردة مع الإعلامي الأستاذ مرسال غانم جاءت لتؤكد أنَّ الزعيم الشمالي أراد تثبيت موقفه، على رغم درايته أنَّ لعبة البوانتاج تؤكد حصول العماد ميشال عون على عدد الأصوات الذي يتيح له أن يُصبح رئيساً.
***
هناك هاجس يتعلق برئاسة الحكومة، السيد حسن نصرالله يقول:
نحن نقدم تضحية كبيرة جداً عندما نقول لا نمانع بأن يتولى الرئيس سعد الحريري رئاسة الحكومة، واعرفوا هذا الأمر بكل المعايير، هذه تضحية كبيرة جداً.
يقول المراقبون:
الرئيس سعد الحريري قدَّم بدوره تضحيةً كبيرة في تأييد ترشيح العماد عون، ولنتذكر أين أصبح البلد عندما سُمي الرئيس نجيب ميقاتي حينذاك؟
ثم هناك هاجسٌ آخر، مَن يضمن للرئيس سعد الحريري بأن يكون رئيساً للحكومة في عهد العماد عون لأكثر من حكومة واحدة؟
حكومة العهد الأولى ستكون حكومة الإشراف على الإنتخابات النيابية التي يُفترض أن تجري في أيار المقبل، وإثر إجراء الإنتخابات تستقيل الحكومة لتأتي بعدها حكومة جديدة، فمَن يضمن أن يكون الرئيس الحريري رئيس حكومة العهد الثانية؟
المطلوب ضمانات لأنَّ التاريخ المعاصِر جداً يُثبت أنه حتى مع الضمانات سابقاً وبعد اتفاق الدوحة تمَّ إسقاط الرئيس الحريري عندما كان مجتمعاً مع الرئيس الأميركي باراك أوباما.
لنتناسى الماضي القريب. هل يتكرر مع الرئيس سعد الحريري ما حصل مع الرئيس الشهيد رفيق الحريري، ألم يتم استنباط حبكة غير دستورية في مطلع عهد الرئيس لحود لإحراج الرئيس الشهيد وإخراجه والإتيان بالرئيس سليم الحص؟
ألم يتكرر الأمر في منتصف العهد فأُحرِج الرئيس الشهيد مرة ثانية وجيء بالرئيس عمر كرامي؟
الرئيس الحريري بات مكشوفاً فيسهل النيل منه في السياسة، وهذه الخشية مطلوب من العماد ميشال عون تبديدها.
***
العد العكسي بدأ، فهل يكون خط النهاية في 31 تشىرين الأول؟