Site icon IMLebanon

عقبات ليست سهلة في طريق فرنجية الى بعبدا؟!

 

«لبنان في قلب العاصفة» او «في عين العاصفة».. هذا ما يجمع عليه الافرقاء اللبنانيون في غالبيتهم الساحقة.. و«العاصفة» تتمدد وتتسع دائرتها الجغرافية والبشرية لتكون أكثر شمولاً وأكثر خطورة، مع «الطعنة في الظهر» التي قال قيصر  روسيا فلاديمير بوتين أنه تلقاها من سلطان تركيا بإسقاط طائرة السوخوي الروسية فوق الاراضي السورية، مطلع الاسبوع، وما رافق ذلك وما تبعه من اجراءات ومواقف، ان دلت على شيء فإنما تدل على مدى ما وصلت اليه الأمور من تعقيدات يخشى معها الانتقال الى مرحلة أكثر خطورة في الصراع الروسي – التركي.

الخاسر الأكبر في مثل هذه المواجهات، وهذه الحروب، إن حصلت، هي الدول والشعوب التي لن تكون أرضها أكثر من مساحات وميادين، وبحارها كذلك، وسماؤها مجالاً حيوياً للصواريخ العابرة والصواريخ المضادة والشعوب تدفع الأثمان.. وبدل ان تستفيق هذه الدول – الكيانات – ومنها لبنان، من «غفوتها» او من تأثير المخدرات الطائفية والمذهبية والعرقية والاتنية، والحسابات الشخصية والفئوية، تراها تندفع أكثر باتجاه ان يكون لها دور لن يتجاوز حدود ان تكون وقوداً..

من المفارقات اللافتة، ان اللبنانيين يعيشون هذه الأيام «مشهدية الحديث عن ان قطار التسوية الرئاسية بات على السكة الصحيحة.. لكن متى يقلع وكيف والى أين يصل فلا أجوبة بعد.. والجميع ينتظر وتكثر السيناريوات؟! يتفق الجميع على ان انتخاب الرئيس «يشكل المدخل لحل كل المشكلات» التي يعانيها اللبنانيون، وعلى كافة المستويات والصعد.. وهو كلام فيه شيء من الصحة، لكنه ليس وحده المسؤول عن ذلك.. والمعنيون المباشرون بسد الشغور الرئاسي يستنزفون الوقت في البحث عن «مواصفات الرئيس» العتيد.. للمدينة الفاضلة؟! وعدد غير قليل كشف السر، بأن «المسألة مسألة شراء المزيد من الوقت فاختيار الرئيس ليس صناعة لبنانية مئة في المئة.. ولا يتجاوز دور الافرقاء حدود المخارج؟! وكلمة السر موقوفة على التطورات والتوافقات الخارجية الدولية والاقليمية..»

 كانت «المفاجأة» قبل أيام بالتسريبات الممنهجة عن ترشيح رئيس «المردة» النائب سليمان فرنجية للرئاسة.. في جلسة الحوار الوطني الأخيرة، عومل الرجل على أنه «فخامة الرئيس» وعندما خرج من صرح عين التينة قال كلاماً واضحاً: «الترشيح جدي، لكنه غير رسمي  الى الآن»، ليرى البعض في ذلك أنها محاولة لرمي الكرة في ملعب الرئيس سعد الحريري.. او ليستنتج آخرون ان انضاج الترشيح يحتاج الى المزيد من الاتصالات واللقاءات والمشاورات، بل و«المفاوضات»، خصوصاً وان فرنجية لم يأتِ من فراغ سياسي، وهو، ونوابه، أعضاء في «التغيير والاصلاح» التي يتزعمها المرشح للرئاسة (العماد السابق) النائب ميشال عون مدعوماً وبقوة من «حزب الله» وحلفائه.. خصوصاً أكثر، ان ثلاثة أفرقاء أساسيين («التيار الحر»، «القوات اللبنانية»، و«حزب الله») حاذروا حتى الآن الادلاء بأي موقف او أي تصريح وواضح حول المسألة بخلاف ما قاله أمس  الدكتور جعجع لجهة رفض ضمني لأي اجراء لا يأخذ بالكامل مبادئ 14 آذار حيث قال نحن لبنان اولاً وأخيراً ونحن المقاومة اللبنانية و14 آذار ولا لبنان من دون 14 آذار؟! وما يسري على «التيار الحر»، يسري على «القوات اللبنانية» أيضاً، حيث ان رئيسي «التيار» و«القوات»، الجنرال عون وسمير جعجع مرشحان رسميان لمنصب الرئاسة الاولى، وقد تعززت لديهما قناعة باستحالة وصول أي منهما الى قصر بعبدا، من دون خلطة سياسية جديدة تقلب او تحدث تغييراً في المعادلات..

كان «حزب الله» حسم أمره، ورأى على لسان قادته ومسؤوليه ان الجنرال عون «ممر الزامي لرئاسة الجمهورية».. وكما ان نواب «التيار الحر» و«نواب القوات» لم يظهروا بعد أي ردة فعل على ترشيح فرنجية («الجدي وغير الرسمي»)، فإن «حزب الله» لم يخرج عن هذه «القاعدة» التي اعتمدت، وهو يتعرض الى حملة غير مسبوقة على المستويين الدولي (الاميركي) والعربي (السعودية) بادراج قيادات بارزة فيه على لائحة الارهاب وفرض عقوبات على قياديين بأسمائهم الحقيقية والمتداولة..

ليس من شك في ان المسألة ليست سهلة العبور، وهناك لائحة طويلة عريضة أمام سليمان فرنجية فيها الكثير من الاسئلة والمسائل المطلوب الحصول منه على ايضاحات «ليبنى على الشيء مقتضاه» وهي في مجملها تدور حول تحالفاته الخارجية وعلاقاته مع الرئيس بشار الاسد وايران وحول علاقاته بـ«حزب الله»، وما سيكون عليه موقفه اذا وصل الى الرئاسة من مشاركة «حزب الله» في الاحداث السورية.. وخروجه عن «القرار الوطني اللبناني بالنأي بالنفس عن صراعات المنطقة.. واعلان بعبدا.. و«سرايا المقاومة» والسلاح وما الى ذلك..

في قناعة البعض واذ ان المطلوب «تسوية شاملة»، بسلة كاملة»، فإن هذه التسوية لن تقترب الآن من مسألة «خروج «حزب الله» على ما تم التوافق عليه في «اعلان بعبدا» والمسألة متروكة الى الحوارات «الثنائية» مع «المستقبل» والعامة مع الآخرين.. وعلى ما يظهر، فإن «الحزب» أخذ قراره بعدم الدخول في مسألة قبول او رفض او التحفظ على ترشيح النائب فرنجية الى ان تكون تبلورت أكثر المواقف وتوضحت على المستويات الاقليمية، قبل الداخلية.. وهو الذي ينظر الى القرارات الصادرة عن الكونغرس الاميركي، بحق قيادات منه، بأنها «اعتداء ساخر على لبنان وانتهاك فاضح للسيادة الوطنية..»؟! هذا عدا ان آخرين وصفوا القرار الاميركي بأنه يرمي الى وضع العصي في دواليب التوافق على انتخاب رئيس للجمهورية كما يتناقض مع دعوة الرئيس باراك أوباما لانتخاب الرئيس بأسرع ما يمكن؟!