Site icon IMLebanon

احتفال بذكرى هزيمة 13 تشرين الأول  

 

 

هل يصدّق أي إنسان، يتمتع بكامل قواه الذهنية والعقلية والجسدية أنّ أحداً يحتفل بذكرى هزيمة؟

 

هذا الاحتفال يذكرني بما حدث منذ خمسين سنة في أفريقيا، إذ كانت هناك عادة وهي ان العبيد يحتفلون «بزفاف» الجدّة، نعم الجدّة، أي ان ذاك اليوم هو يوم مجيد في حياتهم…

 

على أية حال، كل انسان حرّ بما يفعله وهذا شأنه…

 

ولمناسبة ذكرى هزيمة 13 ت1 عام 1990 يوم تم إنهاء حالة تمرّد ميشال عون، وكان رئيس الحكومة يومذاك سليم الحص عافاه الله معارضاً للهجوم على القصر خوفاً من وقوع ضحايا، يومها بالذات كان القرار التاريخي والجريء الذي اتخذه فخامة الرئيس الياس الهراوي رحمه الله، حيث قال للرئيس الحص: ميشال عون مسيحي وأنا مسيحي، حاولنا معه بكل الطرق ولكن للأسف رفض كل المساعي، لذلك لا بد من اتخاذ قرار إزالة حالة التمرّد، التي يمثلها الجنرال عون متمترساً في قصر بعبدا، رافضاً تركه… وهكذا أعطيت الأوامر للجيش اللبناني بقيادة العماد اميل لحود يومذاك الذي استعان بالجيش السوري. وقبل بداية المعركة أعلن الجنرال عون انه سيكون آخر عسكري يترك قصر بعبدا. لكن الجنرال تراجع عن وعد أعطاه لعسكره، إذ إنه ما إن سمع صوت طائرة «السوخوي» فوق القصر، حتى ركض الى سيارة كانت متوقفة أمام القصر، وهرب (ملاحظة هنا كان يلبس بيجاما) الى السفارة الفرنسية في مار تقلا، تاركاً زوجته ناديه الشامي وبناته الثلاث: ميراي وكلودين وشانتال في القصر.

 

دخل العميد السوري علي ديب قائد الفرقة الخاصة الى القصر محتلاً وألقى القبض على عائلة الجنرال عون، واتصل بالوزير المرحوم ايلي حبيقة وطلب منه المجيء الى قصر بعبدا… وهكذا حصل فجاء ايلي حبيقة الى القصر واجتمع بالعميد علي ديب حيث قال له العميد: يا ايلي، الجنرال عون له دَيْن عليك يوم أنقذك وفكّ حصار سمير جعجع عنك في المجلس العسكري في الكرنتينا. لذلك اطلب منك أن تتسلم عائلة الجنرال. وهذا ما حصل.

 

بينما كنت أراجع تاريخ تلك المعركة وقع بين يدي لائحة الضباط والأفراد والعسكريين الذين قتلوا بينما هرب من دفعهم الى تلك الحرب… مع العلم إنّ عدد القتلى وصل الى 500 قتيل، وسقط 5000 جريح من الجيش ومن المواطنين. والأنكى، ان هناك عدداً كبيراً من الضباط أسروا واقتيدوا الى سوريا وظلوا هناك فترة طويلة.

 

كل هذا بسبب، ان الجنرال عون رفض أن يفاوض أو يتفق وفضل الحرب وهرب… هؤلاء العسكريون الذين سقطوا في المعركة هم:

 

المقدم جورج زعرب، الرائد البير طنوس، النقيب علي ابو علي، النقيب جورج نصرالله، النقيب روبير ابو سرحال، المؤهل الاول اوجان بو زيدان، المعاون شاهين شاهين، المعاون جورج اسحق، الرقيب الاول غسان بو عيسى، المعاون حبيب نصر، المعاون نديم متري، المعاون الاول مارون عبدو، الرقيب د سيمون مخول، الرقيب الاول طوني غندور، المعاون مارون يونس، الرقيب الاول جورج شمعون، المعاون الاول كميل مخلوف، الرقيب الاول كميل رزق، الرقيب الاول شربل حنينة، الرقيب حليم القاضي، الرقيب الاول جوني مارون، الرقيب لحود حدشيتي، المعاون جوزيف راشد، المعاون حبيب بولس، الرقيب الاول نبيل فارس، الرقيب الاول شعلان البيطار، الرقيب الاول محمود الشعار، الرقيب الاول نديم ابو صالحة، الرقيب الاول جورج لطوف، المعاون انطوان طنوس، المعاون غازي سليمان، الرقيب الاول الياس القاضي، الجندي سمعان ادم، الرقيب الاول موسى عوض، الرقيب سيمون بو فيصل، الرقيب اميل يوسف، الرقيب جورج عويني، الرقيب الاول ابراهيم عيد، الرقيب الاول مطانيوس يوسف، الرقيب الاول حنا ابو ملهب، الرقيب علي مقلد، الممعاون حكمت غضبان، المعاون جريس ريشا، المعاون علي نصر، المعاون مروان الزغبي، الرقيب زيد فريحة، العريف طاني البيطار، الرقيب يوسف حرب، الرقيب الاول اكرم حنا، الرقيب بطرس يمين، الرقيب ريمون حدشيتي، الرقيب حليم معوض، الجندي كابي مخلوف، العريف موريس الخوري، العريف جاك الياس، الرقيب الاول ماجد قطايا، الجندي عامر البايع، العريف فارس واكيم، العريف مخايل فرح، العريف سمير اسطفان، الرقيب بيار حنا، العريف نواف السبعلي، الرقيب هاني عبدو، الرقيب جرجس موسى، العريف طانيوس وهبة، العريف بسام شاهين، الرقيب نبيل عكاوي، العريف محمد خياط، العريف متري سعادة، العريف سيمون عوض، العريف فادي عبد الكريم، العريف جوزيف جريح، العريف ايلي سلامة، الرقيب موريس سلامة، الرقيب روك جبور، العريف روبير الاشقر، العريف رونالد سلامة، العريف اوهانس بورساليان، العريف احمد الاكومي، العريف اليا سلوم، العريف حيدر غندورة، الجندي خير الله امهز، الجندي حسن الخطيب، الجندي عماد سلامة، الجندي كاظم صالح، الجندي غابي مخلوف، الجندي اسامة الفرخ، الجندي خالد النبوت، الجندي حسن مرعي، الجندي عماد حسين، الجندي غسان علي، الجندي روني ابو نقول، الجندي الياس براك، الجندي كلود حتي، الجندي الياس البراك، الجندي وليد العاشق الجندي علي شبيب، الجندي بيار يوسف، الجندي ربيع ابو زيدان، الجندي بطرس الدكاش، الجندي رامز سركيس، العريف جوني ناصيف، العريف جاك نخول، العريف مطانيوس جرجس، العريف نبيل خوري، العريف جان خوري، العريف جورج بشور، العريف الياس عون، العريف الياس بركات، العريف ميلاد العلم

 

إنّ ما يفعله القائد الجبار اليوم من خلال احتفاله بنصر 13 تشرين الأول عام 1990 المزعوم، يؤكد بأنّ لائحة العسكريين هذه، ضمت أفراداً آمنوا بما وُعِدوا به، لكن قائدهم في القصر هرب مع أول طلعة «سوخوي» فوق القصر.. إنّ المشكلة ليست في موضوع الهروب الى السفارة فقط بل المشكلة الأدهى والأعظم كانت في ترك الضباط والجنود يموتون بسبب قرار متسرّع عنيد بهدف «تكسير رأس حافظ الأسد».