IMLebanon

13 تشرين… ليت السيادة تعود يوماً

 

المجد والخلود للشهداء الأبطال الذين رفضوا الاستسلام ولم يهربوا، فقاوموا حتى النفس الأخير في مواجهة جحافل الاحتلال السوري. هؤلاء الأبرار يستحقون الكثير ومن دون منّة. هم أيقونات تزيّن وجداننا إلى أبد الآبدين، ما يتطلب منا تخليد ذكراهم على مدار السنة، وبالأفعال.

 

أسئلة كثيرة تدور في ذهن أهالي الشهداء الذين غادرونا إلى حيث لا وجع ولا تنهد، تاركين لغالبية من الأهالي وجع الفراق وخيبة سوء التقدير وألم المساومة على أشرف قضية خدمةً لنظام مارس أبشع أنواع الوصاية والاستبداد، وعمّق سطوته السياسية بعد خروجه العسكري، فيما مصير المعتقلين في سجون الشام وريفها لا يزال مجهولاً.

 

وفيما نستذكر اليوم أبطالنا العسكريين والشهداء المدنيين من أبناء بسوس وقرى الصمود كافة (حزام قصر بعبدا ووزارة الدفاع الوطني)، يحتفي النظام السوري بـ”انتصاره”، ومجازره، وانتهاكه الشرعية، وتدميره القصر الجمهوري، واحتلاله المناطق الحرة، وممارساته الوحشية، وإذلاله ساسة مرحلة الاحتلال على أعتاب عنجر.

 

وفي هذه الذكرى المجيدة، لا بد من تحيّة إلى الأجنبيّ الهوية، اللبنانيّ الممارسة، الرئيس الفرنسي جاك شيراك الذي غادرنا قبل أيام. شيراك هو المنتقم الفعلي لأرواح شهداء 13 تشرين. هو طبّاخ القرار الدولي 1559 الذي أخرج جيش الاحتلال في 26 نيسان 2005 من الباب، بعد ثورة بيضاء في 14 آذار 2005، رداً على اغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري في 14 شباط 2005.

 

وفي ذكرى 13 تشرين 2019، هل يجوز أن نمارس السياسة اللبنانية لخدمة النظام الذي نكّل بخيرة رجالنا طمعاً بثروة لبنان وخيراته واعتباره بالكاد محافظة ضمن محافظة أكبر في جمهورية “الولي الفقيه”، وهل من المنطقي أن نبذل جهداً ديبلوماسياً في سبيل مَن يَكنّ لنا العداء الأبدي ويستجلب لنا المشكلات ويضعنا تحت نير العقوبات ويعمل كالإطفائي المهووس (Pompier pyromane) على إشعال الحرائق لنستنجده الإطفاء. والأهم، هل هذا هو “النأي بالنفس”، وهل هذا توجه الحكومة اللبنانية؟

 

أسئلة قد تكون متكررة وقد يُقال عنها “عبثية” لكنها مشروعة… أفيدونا.