Site icon IMLebanon

بركة 7 تشرين الأول: بداية زوال إسرائيل

 

 

هل كان السفاح بنيامين نتانياهو وأعضاء عصابته في «كابينت» المجازر والإرهاب يعرفون أن ارتكاباتهم الوحشية في قطاع غزة ستقودهم الى نهايتهم في مسارٍ نحو مصير حتمي لم يعد يتجاهله أو يعمى عنه إلّا الساذجون، بل الأغبياء، أو المكابرون؟!.

 

إذا لم يكن للسابع من تشرين الأول من فضلٍ إلّا أنه أوصل الاحتلال الصهيوني الى هذه المحطة، فهو يكون قد حقق إنجازاً تاريخياً بكل ما للكلمة من معنى. فكم بالحري أن إيجابياته لا تُـحصى ولا تُعَدّ. صحيح أن التكلفة كبيرة جداً، ومؤلمة جداً وفظيعة جداً، ولكن المردود الإيجابي فلسطينياً هو أيضاً كبير ولكنه عظيم بكل ما للكلمة من معنى:  – فلقد تحقق  في السابع من تشرين سقوط الهالة المرسومة حول جيش الاحتلال التي استمرت نحواً من سبعين عاماً.

 

– ولقد فشل نتانياهو وعصابته في تحقيق أي من أهدافهم في غزة، فلا هم حسموا الحرب بالرغم من الوحشية غير المسبوقة والمجازر الرهيبة والدمار الشامل، ولا قضوا على حماس كتنظيم لا يزال قائماً ويقاتل بقوة ويتصدى لجحافل العدو بشراسة ويوقع في صفوفهم القتلى بأعداد كبيرة، ولا تمكّنوا من تحرير أسراهم، ولا أفلحوا في تهجير الغزاويين الى خارج فلسطين(…).

 

– في المقابل فقدوا الرأي العام العالمي بخسارتهم المعركة الإعلامية وهي خسارة كبيرة للصهاينة الذين فشلوا، هذه المرة، في استخدام سلاح اللاسامية المزعومة.

 

إلّا أن الخسارة الأكبر للصهاينة تتمثل في الاعترافات المتتالية بدولة فلسطين السيدة والمستقلة. وهي خسارة وجودية ومصيرية للكيان العبري الهجين ما كانت لتحصل، ولو في الخيال، لولا ذلك السابع من تشرين الأول الشهير. معهم حق الصهاينة بأن هذه الرقعة المقدسة من الأرض التي هي فلسطين لا تتسع لكيانين، وكما نجح التواطؤ الدولي الذي أقام الكيان الصهيوني على حساب الدولة الفلسطينية، ظلماً وقهراً، فإن عودة فلسطين الى فلسطين ستؤدي، حكماً، الى زوال الكيان المحتل، ليعود الحق الى أصحابه.

 

ليس الزمن، الآن، زمن المحاسبة على الأخطاء الكبيرة منذ ما قبل «أوسلو» وبعدها، ولكن يجدر التذكير بأنه حتى عقد تلك الاتفاقية المشؤومة، كانت دول كثيرة ترفض الاعتراف بإسرائيل، وفي طليعتها الفاتيكان والدول «الكاثوليكية» بدءاً بإسبانيا والبرتغال ودول أميركا الوسطى والجنوبية واللاتينية، الى أن اعترف ياسر عرفات بإسرائيل فتغير الوضع. واليوم ليس بالمستغرَب أن تكون هذه الدول هي في طليعة المبادرة الى الاعتراف بفلسطين كاملة السيادة.

 

إنها بركة السابع من تشرين الأول.