حسمت معركة الرئاسة الأميركية الـ٨٥ التي من المقرر اجراؤها في يوم الثلاثاء الأول بعد الاثنين الأول من شهر نوفمبر – تشرين الثاني ٨-١١-٢٠١٦، وسيكون الفائز بها الرئيس الـ٥٤ للولايات المتحدة الأميركية، والتي سيحكم بها رسمياً من ٢٠١٧ الى ٢٠٢١..
حسم السباق إلى البيت البيضاوي بين الحزبين الديموقراطي والجمهوري عبر »دونالد ترامب« الجمهوري ونائبه »مايك بينس«، و»هيلاري كلينتون« الديموقراطية ونائبها »تيم كين«..
الحزب الديموقراطي يريد الاستمرار في وجوده في »البيت البيضاوي« لفترة رئاسية ثالثة التي كان قد بدأها ٢٠٠٨ مع أول أميركي أسود يترشح للانتخابات الرئاسية الأميركية منذ اقرار دستورها في ١٧٨٩، والذي فاز بأشواط على منافسه الجمهوري السيناتور العجوز »جون ماكين«، كما استطاع أن يفوز لفترة رئاسية ثانية ٢٠١٢ – ٢٠١٦ وهو »باراك أوباما«..
وفي جولة السباق الحالية رشح الحزب الديموقراطي أول إمرأة لتولي الرئاسة الأميركية بعد نجاح تجربته في ترشيح أول أميركي أسود من أصول أفريقية إسلامية للرئاسة لفترتين متواليتين ٢٠٠٨ – ٢٠١٦.. هذا بعدما أعلنت »كلينتون« قبولها ترشيح الحزب بها.
والتي تعهدت بخطاب القبول بمواصلة دعم »إسرائيل« ودعم حلف شمال الأطلسي – الناتو – ضد أي تهديد بما في ذلك »التهديد الروسي« – بحسبها -، كما تعهدت بمواصلة الحرب على داعش (حصرت »الإرهاب المعَوْلم« بداعش فقط) وهزيمتها عبر قصف تواجدها الحالي من الجو، وسحقها على الأرض عبر القوات المحلية.. (وهي هنا اعترفت بالجيش السوري النظامي دون أن تسميه!)..
وكرّرت شعار مؤتمر »الحزب الديموقراطي« – نحن أقوياء معاً – وشددت على أن يوظف »الأميركيون مواهبهم وطموحاتهم لجعل أميركا أكثر قوة«..
ثم ردت على منافسها »ترامب« بأن »قوة أميركا لا تأتي من البطش بل من الذكاء والحكمة والعزم الهادئ التطبيق الدقيق والاستراتيجي للقوة« وهو الغائب عن »ترامب« الذي وصفته »بأنه يفقد أعصابه في أقل موقف استفزازي« مشددة على قولها: »تخيلوه في المكتب البيضاوي يواجه أزمة حقيقية«؟ وأضافت: »إن رجلاً يمكن استفزازه بتغريدة لا يمكن أن يؤتمن على الترسانة النووية«..!
ثم غازلت الأميركيين جميعاً بما فيهم المهاجرين الجدد من عرب ومسلمين ولاتين قائلة: »نحن معاً وأنا رئيسة لكل الأميركيين من الديموقراطيين والجمهوريين والمستقلين«.
ثم غازلت »الجيش« الذي له حق الممارسة في انتخابات الرئاسة »إن الجيش الأميركي كنز وطني.. وليس كارثة كما يصفه ترامب«..!
ثم خاطبت كل الأميركيين قائلة: »ترامب يريد أن يُبعد أميركا عن العالم، كما يريد أن يبعدنا عن بعضنا البعض«..!
وتوعد »ترامب« منافسته »كلينتون« أمام مناصريه في »كولورادو وسبرينغز« بولاية بأنه خلع »القفازات« ويستعد لخوض صراع مرير حتى يفوز في انتخابات ٨-١١-٢٠١٦، ولن يكون »الرجل الطيب« بعد الآن مع »كلينتون« رافضاً مقاضاتها على مهاجمته، قائلاً لمناصريه »موعدنا معها في ٨-١١-٢٠١٦«..
وفي سياق سباق التنافس – الذي بدأ قذراً – نحو »البيت البيضاوي« يُستفاد مما نشرته شركة »نيلسون« لاستطلاعات الرأي بأن حوالى ٣٢.٢ مليون مشاهد تابعوا خطاب »ترامب« بقبول ترشيح الحزب الجمهوري له في ٢١-٧-٢٠١٦، بينما تابع ٢٩.٨ مليون مشاهد خطاب »كلينتون« الخميس الماضي ٢٨-٧-٢٠١٦، هذا ما قالت عنه شركة »نيلسون« بأنه أول فوز لـ»ترامب« على كلينتون«..!
في حين أظهر استطلاع نشرته وكالة »رويترز« للأنباء مع معهد »ابسوس« أن »كلينتون تقدمت بـ٦ نقاط على »ترامب« – حتى الآن – بحوالى ٤١٪ من الناخبين أيدوها مقابل ٣٥٪ لـ»ترامب« و٢٥٪ لآخرين..!
ومهما يكن من أمر هذا كله أو بعض ذلك كله – حتى الآن – فإن »الترقب« سيبقى سيد الموقف في السباق نحو »البيت البيضاوي« إلى ما بعد »مفاجأة اكتوبر« التي تحدث عادة قبل حوالى شهر من انتخابات الرئاسة في أول ثلاثاء من نوفمبر بعد الإثنين الأول، وهي إما تكون حدث سياسي أو اقتصادي أو اجتماعي أو إرهابي بعد أحداث ١١-٩-٢٠٠١..
كحادثة الرهائن الأميركيين في السفارة الأميركية بطهران ١٩٨٠ التي أبعدت »كارتر« وقرّبت »ريغان« (شبيه »ترامب«)، كما كادت حادثة السكر والخمر التي ارتكبها »بوش الإبن« عام ١٩٧٦ أن تطيح به في انتخابات ٢٠٠٠ إلاَّ أن مناصري »القرن الأميركي« – الإنجيليين المتصهينين« جعلوه يفوز بالرئاسة.. كما كان ظهور »بن لادن« على شاشات التلفزة ٢٠٠٤ وتهديده أميركا عامل النجاح لـ»بوش الابن« بولاية ثانية، والذي أطاحت به الأزمة الاقتصادية ٢٠٠٨ لصالح أوباما«..!
ماذا ستكون عليه »مفاجأة اكتوبر« لانتخابات ٢٠١٦ والتي ستحسم »الترقب الحالي« بحوالى ٥٠٪ لصالح أحد المرشحين »ترامب« – المجنون – كما يطلقون عليه.. أو »كلينتون« راعية »الإخوان المعَوْلمين«؟
لننتظر..!!