IMLebanon

لودريان يُسلّم الجيش اليوم باكورة الأسلحة الفرنسيّة

يضع الجيش اللبناني نصب عينيه هدفاً واضحاً يتمثّل في ضمان استقرار وسلامة أراضيه من خلال السهر بشكل خاص على تأمين أمن السلسلة الشرقية، التي يحاول الإرهابيون النفاذ من خلالها إلى البقاع. ولهذه الغاية، تنكبّ الوحدات العسكرية على تعزيز انتشارها وتحصين مواقعها الحدودية تحسباً لأي طارئ، مع احتفاظ الجيش بورقة تنفيذ هجمات مباغتة على غرار ما حصل مؤخراً في رأس بعلبك.

وتفيد أوساط عسكرية ، أن هذه التدابير تأتي في إطار الاجراءات الاستباقية التي يتّخذها الجيش في الجرود، مشيرة إلى أنه بات يبسط سيطرته على معظم التلال الاستراتيجية الكاشفة على الداخلين اللبناني والسوري.

وفي هذا الإطار، أكدت معلومات أن وزير الدفاع الفرنسي جان إيف لو دريان سيشرف على تسليم الدفعة الأولى من السلاح الفرنسي الذي يدخل ضمن الهبة السعودية بقيمة ثلاثة مليارات دولار لتزويد الجيش بالأسلحة الفرنسية. وأوضحت مصادر ديبلوماسية ان الهدف الأول من زيارته هو تعزيز قدرات الجيش اللبناني لمواجهة التطرّف، وفرنسا تشكّل المساهم الثاني بعد الولايات المتحدة الأميركية في الائتلاف ضد تنظيم «داعش». وهو قرار سياسي لحماية الاستقرار الداخلي. هذا بالإضافة إلى أن باريس تعوّل على تحسين قدرات الجيش اللبناني بالسلاح والتدريب لمواجهة الإرهاب في منطقة الشرق الأوسط، وللقيام بمهمته في الدفاع عن الأراضي اللبنانية، والجيش هو القوة الوحيدة الضامنة لوحدة لبنان واستقراره. وأبعد من المساعدة السعودية، فإن باريس تطمح إلى أن تكون إلى جانب اللبنانيين من أجل تعزيز قدراتهم القتالية، وهذا يشكّل بالنسبة إليها إرسال عشرات الضباط الفرنسيين إلى لبنان لدعم القوى المسلّحة اللبنانية وتدريبها على المعدات العسكرية المتطوّرة من أجل احتواء الإرهاب من أي جهة أتى. كما أن العديد من الضباط اللبنانيين والأفراد سيقومون بدورات تدريبية في فرنسا.

وأوضحت المصادر الديبلوماسية نفسها، أنه لا يمكن وصف العقد الذي تم بين المملكة العربية السعودية وفرنسا ولبنان بأنه لائحة معدات، بل هو برنامج تسليح وليد حوار طويل بين قيادة الجيش اللبناني والسلطات العسكرية الفرنسية، ويشكّل برنامجاً متكاملاً لتجهيز الجيش. واشارت إلى أن الدفعة الأولى التي ستُسلّم اليوم الاثنين خلال عرض في القاعدة الجوية في حضور الوزير لو دريان ونظيره اللبناني الوزير سمير مقبل وقائد الجيش العماد جان قهوجي، قد سحبت من مخزون الجيش الفرنسي، وهي عبارة عن صواريخ «ميلان»، على أن يتم تسليم معدات يحاتج الجيش إليها خلال الشهر المقبل، وهي عبارة عن آلة تصوير حرارية، وأخرى للرؤية الليلية، وسيتم تسليم بقية المعدات خلال 48 شهراً، وتضم ما يأتي:

ـ معدات عسكرية أرضية مؤلفة من سيارات مصفّحة وناقلات جنود ومعدات للاتصالات وصواريخ مضادة للدروع وأسلحة فردية ورادارات ومدفعية ميدان.

ـ 7 طوافات من نوع «كوغار» لنقل الجنود، مجهّزة بصواريخ، والتي سيبدأ تسليمها خلال سنتين ونصف. إضافة إلى صواريخ جو ـ أرض.

ـ ثلاث سفن دورية مجهّزة بمدافع سيبدأ تسليمها بعد عامين ونصف.

ـ طائرات مراقبة من دون طيار، ومعدات عسكرية لمراقبة الحدود.

ـ معدات إلكترونية لتحليل المعلومات لمحاربة الإرهاب وذخيرة للمدافع.

وأشارت المصادر الديبلوماسية نفسها، إلى أن مدة التدريب على هذه المعدات ستستغرق سبع سنوات، بما يسمح للجيش بأن يصبح قوة عصرية تلبي متطلبات السلامة العامة. وسيبدأ التدريب في شهر تموز المقبل. وستتولى القوات الفرنسية صيانة هذه المعدات طوال عشر سنين.

وتضيف المعلومات من مراجع أمنية وعسكرية رفيعة، أنه يُتوقّع أن يتسلّم الجيش في الأيام المقبلة، دفعة جديدة من الأسلحة الأميركية، يُرتقب أن تشمل طائرة «سيسنا» التي تُعتبر من أفضل طائرات تدريب الطيران لما تتمتع به من استقرار وصلابة وأمان، إضافة إلى أسلحة نوعية متطوّرة.

ويُجمع الخبراء العسكريون على التأكيد أن الأسلحة الفرنسية والأميركية التي تصل إلى المؤسسة العسكرية، من شأنها إيجاد نقلة نوعية في أداء الجيش اللبناني على السلسلة الشرقية، وتوفّر له تفوّقاً ملحوظاً على المسلحين، مع العلم أن الجيش لا ينقصه العديد الموجود بوفرة، بل العتاد.