Site icon IMLebanon

ذات لقاء في طهران

هل صحيح أن الزعيم الزغرتاوي «فوجىء» بتسارع خطوات ترشيحه، أو إنه كان في الأجواء الرئاسية ليس من أشهر أو أسابيع، بل ربّما منذ سنوات… أضف أنه «مرشح حكماً» كونه مارونياً، وكونه وريث البيت الذي أعطى لبنان زعامات بارزة ومرشحاً مهماً للرئاسة (المرحوم حميد فرنجية) ورئيساً «غير شكل» (المرحوم سليمان) شقيق حميد وجدّ سليمان الحفيد المرشح الحالي… أما التوريث السياسي فمعروف في لبنان.

إلاّ أنّ الإسم متداول منذ سنوات بالرغم من صغر سنّ النائب سليمان فرنجية. وإن كان لبنان عرف رؤساء كانوا في عزّ العمر السياسي. فالرئيس المرحوم كميل شمعون إنتخب رئيساً وهو في مطلع الخمسينات من عمره ومن القرن العشرين الماضي. وكان له من العمر إثنتان وخمسون سنة عندما إنتخب في العام 1952 ، وهو كان من مواليد مطلع القرن العشرين (1900). والرئيس شمعون نفسه هو الذي كلّف المرحوم رشيد كرامي رئاسة الحكومة وكان في نحو الثالثة والثلاثين من عمره. وقد إستمع إليه اللبنانيون في السبعينات يقول إنه لم ينسَ لشمعون هذا الجميل. على حدّ تعبيره قبل إستشهاده بسنة.

المهم إن إسم سليمان فرنجية مطروح في البورصة الرئاسية، «جدياً» منذ سنوات. وتعبير «جدّي» هو أيضاً مطروح بقوة هذه الأيام لصيقاً بالمبادرة التي إنتهى إليها إتفاق باريس قبل اسبوعين بين الرئيس سعد الحريري والنائب سليمان فرنجية.

والنائب فرنجية مازال ينتظر أن يتحول الترشيح «الجدي» الى ترشيح «رسمي». علماً أن خبراء علم الكلام وعلم القانون والدستور ينفون عن ترشيح الحريري «جدياً» فرنجية للرئاسة صفة المبادرة… ذلك أنه مجرّد تفاهم بين طرفين أحدهما الأوّل في فريقه (14 آذار) والثاني عضو بارز في فريقه (8 آذار) ايضاً، وفي رباعي بكركي (عون، جعجع، الجميل وفرنجية).

وإذا كان كثيرون قد فوجئوا بالترشيح من حيث التوقيت وليس من حيث الأهلية أو الموقع أو… فإنّ أطرافاً عدة لم تفاجأ… وفي طليعتها طهران. وآذن لنفسي، الآن، أن أروي الآتي:

في شهر كانون الثاني 2015 الماضي، أي قبل أقل من سنة، كان وفد إعلامي لبناني رسمي يقوم بزيارة الى طهران في إطار التعاون البروتوكولي بين ما يمثل اعضاء الوفد وما يمثل نظراؤه في إيران… وما أن استقر بهم المقام في أحد الفنادق حتى إتصل السفير السابق في لبنان المرحوم غضنفر ركن أبادي (الذي فارق الحياة في حادثة التدافع الأخيرة في منى في المملكة العربية السعودية) وأبلغهم رغبته في زيارة ودية لهم في الفندق. وهكذا كان. وطبيعي أن يتناول الحديث الفراغ الرئاسي في لبنان. يومها قال ركن أبادي: سيكون لكم رئيس في السنة الجارية (2015) ولكن ليس قبل شهر كانون الأول المقبل. فاستغرب الوفد أن يطول الفراغ الرئاسي سنة إضافية وكان قد مرّ عليه نحو سبعة أشهر… وعند إلحاحهم عمن سيكون الرئيس قال: سجّلوا في مفراتكم: الرئيس سيكون سليمان فرنجية.

واعضاء الوفد أحياء يرزقون.