تمخض «حزب الله» لأكثر من ثلاثة أيام، قبل أن يُنجب رداً، على ما «لا يستحق الرد والتعليق»، من ردود تناولت خطاب أمينه العام السيد حسن نصر الله، وما تضمنه من بكاء بـ«دموع إيرانية»، على أطلال «الحزم العربي» الذي هب من أجواء «اليمن السعيد».
غاب عن «نص الرد» على «ما لا يستحق الرد»، أنه لم يكن في خطاب نصر الله أي «فكرة أساسية» يمكن التعتيم عليها، ولا سيما في موضوع اليمن، بقدر ما كان خطاباً مأزوماً من «الحزم العربي» في وجه التمادي الفارسي في ضرب استقرار أكثر من دولة عربية، والمفاخرة بالسيطرة على قرار أكثر من عاصمة عربية.
حتى لو سلمنا جدلاً بأن ثمة تعتيماً ما، فالمسؤول الأول والأخير عن هذا «التعتيم» هو حسن نصر الله نفسه، الذي على ما يبدو، لم يكن «سيد خطابه»، أو أن فصاحته قد خانته، في التعبير عن دعوته الى «الحل السياسي» في اليمن، لحساب ما وصفه الرئيس سعد الحريري بـ«عاصفة الكراهيات» التي ساقها ضد المملكة العربية السعودية، بخلاف الواقع، وبعيداً عن أي «معطيات» أو «معلومات» أو «حقائق».
حتى إن النائب وليد جنبلاط الذي اعتاد أن يضيء على «جانب مضيء» في أي خطاب لنصر الله، وقع في فخ «التعتيم» الذي نصبه الأمين العام للحزب لنفسه، وجاء تعليقه غير المباشر على الخطاب ليضيء على صلبه، الذي أضاع فيه نصر الله ساعة من الوقت، من دون أن ينجح في «تجميل» الصورة «القبيحة» لإيران في سوريا والعراق واليمن، أو تقديم إيران على أنها «معبودة الجماهير» في العالم العربي.
يصح القول في رد «حزب الله» على «ما لا يستحق الرد»، أنه «رد مأزوم» على ردود فضحت «الخطاب المأزوم» الذي أطل به نصر الله ، وما عابه من «عجز» عن مقارعة «الحزم العربي» بالحجة والمعلومة، لدرجة أن نصر الله نفسه وقع في شر أقواله التي فضحت أفعاله.
فعلاً، «إذا لم تستح فافعل ما شئت»، لدرجة أنه يمكنك أن ترد على «ما لا يستحق الرد»، لأن الرد على «ما لا يستحق الرد» عادةً، هو من «فعل التنابل»، وليس من فعل «الحرقة» على العروبة و«حزمها»، كما يدعي إعلام الممانعة!.