IMLebanon

استغراب رسمي في نيويورك للذريعة الأميركية باسيل يتلقى وعوداً أوروبية بمزيد من المساعدات

كادت محادثات وزير الخارجية والمغتربين جبران باسيل مع نظرائه في مقر الامم المتحدة في نيويورك على هامش الدورة الـ70 للجمعية العمومية للامم المتحدة منذ بدء زيارته، تحصر بأزمة اللاجئين السوريين في لبنان بشكل خاص وبموضوع تدفقهم الى أوروبا وارباك دولها بشكل عام واستعدادات اميركا للبدء باستضافة أعداد منهم ابتداء من الشهر المقبل. ولعل ما شكلّ استغرابا وصدمة في آن واحد لسلام وباسيل هو قرار الولايات المتحدة الاميركية في الوقت الحاضر عدم استضافة لاجئين سوريين في لبنان، وحصر ما قررت القبول بهم فقط بتركيا والاردن وعدد محدود من مصر. اما الذريعة الاميركية الرسمية لعدم استقبال لاجئين سوريين من لبنان حاليا فتعود الى تشييد مبنى جديد للسفارة الاميركية في عوكر وعدم توافر مكان لتلقي تقديم طلبات للراغبين في السفر الى اميركا.

وعلمت “النهار” من مصدر ديبلوماسي أن محاولات بذلت مع معاونة وزير الخارجية الاميركي لشؤون السكان والهجرة واللجوء آن ريتشارد لتوفير مكاتب جاهزة مسبقة الصنع. الا ان القرار الاميركي في الوقت الحالي هو فقط تقديم المساعدات المالية للبنان لصرفها على لاجئي سوريا في لبنان، وربما يشمل ايضا انتهاء مبنى السفارة الذي يستوجب فترة زمنية طويلة، علما ان البرنامج الاميركي لاستضافة اللاجئين لحظ استضافة 100 الف الى سنة 2017 من جنسيات مختلفة.

وافاد مصدر لبناني “النهار” شارك في اللقاءات، ان وزراء الخارجية الذين التقاهم باسيل، سواء ثنائيا او مع رئيس الحكومة تمام سلام يمتدحون دور لبنان الذي يستضيف العدد الهائل من اللاجئين نسبة الى مجموع سكانه وقدراته المادية، وان قادة تلك الدول هم مع توفير المساعدات الضخمة للبنان للاستمرار في استضافة هؤلاء حيث هم، وكي لا يحاولوا الانتقال الى اميركا او أوروبا. ولفت الى الخطر الذي حذر منه باسيل، وهو محاولة استبدال اللبنانيين بشعوب اخرى نتيجة الارهاب الذي يمارس في سوريا وانعكاسه تدفقا للاجئين على لبنان.

ونقل ان باسيل لمس المزيد من التفهم من عدد من وزراء خارجية الدول الاوروبية ورئيسة وزراء نروج الذين التقاهم في القصر الزجاجي. كذلك صارح وزراء خارجية دول الـ77 في اجتماعهم السنوي بـ”التأثيرات الكارثية على الامن والتنمية الاقتصادية والسياسية والاجتماع والتنمية والبيئة”، ولم يتردد في اعتبار اللجوء السوري الى لبنان بمثابة “عقاب مزدوج له، اولا لتحمله هذا العدد من النازحين غير المسبوق عالميا دون تقاسم الاعباء معه، وثانيا لحرمان لبنان الحصول على المساعدات والتسهيلات المالية، اي عبر قروض طويلة الامد وبفوائد منخفضة. “ورأى ان وضع حد للجوء السوري يكمن في الحل السياسي، الذي وفقا للمعلومات المتوافرة لا يزال غير ناضج، على الرغم من الاجتماعات والاتصالات الرفيعة التي تحصل من اجل معالجة الاوضاع السائدة، والمطلوب مكافحة الارهاب، والمهم محاربة “داعش “وكل المجموعات الارهابية.

واللافت ان عددا من وزراء الخارجية استفسر من باسيل عن كيفية التعامل مع اللاجئين الذين وصلوا الى بلادهم استنادا الى الخبرة اللبنانية لهذه الازمة، فأجابهم عن كل سؤال. واكد انه يجب اجراء المسح الامني للتأكد ان ليس ثمة ارهابيون مندسون في صفوف الهاربين من الموت، وذلك حفاظا على الامن القومي لدولهم، خصوصا وان عمليات ارهابية عدة استهدفت دولا اوروبية، وفي مقدمها فرنسا.