بين عتب روابط الأساتذة لعدم إشراكهم في النماذج الجديدة التي أعدّها المركز التربوي للبحوث والإنماء، وبين السعي لاستيعاب هواجس المرشحين الذين يرزحون تحت وطأة الشائعات حول نمط أسئلة الامتحانات الرسمية، يستعد ما يقارب 60 ألف تلميذ في الشهادة المتوسطة و40 ألفاً في الثانوية العامة لخوض الامتحانات الرسمية لعام 2017 التي تبدأ الثلاثاء في 6 حزيران الجاري، وتستمر حتى 19 من الشهر الحالي.
وبالتزامن مع وضع اللّمسات اللوجستية الأخيرة لانطلاقة الدورة الأولى، أكّد نقيب المعلّمين في المدارس الخاصة، نعمة محفوض أن «الامتحانات عادية وستجري كما في السنوات الماضية، والأسئلة ليست مغايرة عن السابق ويجب على التلامذة أن لا يخافوا لأن همنا جميعاً أن يكونوا مرتاحين وأن لا يؤثر ما حصل على معنوياتهم»، لافتاً إلى «أنّ اللقاء مع وزير التربية والتعليم العالي مروان حمادة (اليوم الخميس)، هو لوضع اللمسات اللوجستية الأخيرة ولطمأنة التلامذة بأن كل المباحثات تجري لما هو في صالحهم لتمر الامتحانات بسلام ومن دون أي انعكاسات سلبية عليهم».
وفي ظل التضعضع الذي يتخبط فيه التلامذة، تؤكد مصادر في وزارة التربية «أنّ إدخال نمط جديد على الأسئلة جاء بعد وضع المركز التربوي النماذج الجديدة على الموقع الإلكتروني وتدريب شامل لأساتذة الشهادتين المتوسطة والثانوية حول التوصيف الجديد والتغيير الذي يمكن إدخاله على الأسئلة. والتعديلات ليست جذريّة بل أضافت بعض المرونة على الامتحانات، فسمحت بإمكانية إدخال نمط جديد من الأسئلة، كأسئلة تحليل ودراسة موضوع أو حالة تزيد من فرص النجاح، مع التأكيد أن مشروع «دليلنا» هدفه تقديم نماذج مساعدة إلى التلامذة عن نمط الأسئلة الجديدة أعدّه أساتذة مجازون في المواد التعليمية من القطاعين الرسمي والخاص، لافتة الى «أن امتلاك التلميذ للمعلومة يساعده في الإجابة عن الأسئلة بغض النظر عن طريقة طرحها، والامتحانات لن تأتي صعبة بل ستكون مدروسة كالسنوات الفائتة».
وتعمل دائرة الإمتحانات الرسمية للعام الثاني ضمن آلية جديدة أطلقها الوزير السابق الياس بو صعب ويواصلها حماده. وصدر قرار تعديل المناهج وتغيير توصيف الامتحانات بعد ورش عدة في المركز التربوي، فألغيت بعض المحاور وأضيفت أخرى. كما أن التوصيفات جاءت لتلائم بين ما اعتاد عليه طلاب لبنان وبين نمط جديد من الأسئلة في ظل وجود فريق من الأساتذة يزود بنك الأسئلة بأسئلة جديدة كما في كل سنة، بحسب المركز، كما أن عملية التصحيح ستتم في المحافظات بعد أن تُجمع المسابقات في وزارة التربية ليتم خلطها وإرفاقها برقم وهمي لتُعاد وتوزّع على المناطق. أما النتائج فستصل إلى التلامذة عبر رسائل قصيرة.