IMLebanon

وداع رسمي للشهداء الابطال في اليرزة

من الناحية الرسمية انتهى امس الوجود العسكري لتنظيم الدولة الاسلامية في لبنان،مع الاعلان عن تحقيق كامل اهداف امر عمليات «فجر الجرود»، لتسقط بذلك احلام اقامة الامارات الاسلامية الذي راود الكثيرين منذ اكثر من ثلاث سنوات وحتى اليوم، ليبقى جيب مخيم عين الحلوة، المرتبط بقضية اكبر،والبيئات الحاضنة لهذا الفكر في بعض مخيمات النازحين السوريين،ما يستوجب مزيدا من التنبه والحذر.

ففيما كانت الانتقادات الاقليمية والدولية توجه لحزب الله لابرامه اتفاق الانسحاب، من الجرود اللبنانية ـ السورية، نحو دير الزور ومنطقة البوكمال في سوريا على الحدود مع العراق، مع «داعش»، من الحلفاء قبل الخصوم، ارتباطا بمصالح استراتيجية عسكرية، في وضع التنظيم الميداني المتعثر في تلعفر ودير الزور بعد سقوط الموصل، في موازاة انزعاج دبلوماسي سجلته دول المنضوية في  التحالف الدولي ضد الارهاب ،مهددين «بخطوات حازمة لاسقاط ما وصفوه بمحاولة البعض اعادة عقارب الساعة الى 2014»، ترجمت سريعا في غارة جوية اميركية دمرت جسرا وطريقا يشكلان ممرا رئيسيا لعبور المقاتلين وعائلاتهم، اعلن رئيس الجمهورية العماد ميشال عون انتصار الجيش ودحر الارهاب عن الارض اللبنانية، تزامنا مع احتفالات في المواقع والثكنات حيث تلي امر اليوم للعماد جوزيف نجيم.

وتكشف مصادر وثيقة الصلة بقيادة الجيش ان خيار اعلان انتهاء المعارك من قصر بعبدا لم يات من فراغ،انما مدروسا واتخذ بعد درس سلسلة من الخيارات ،غير ان القرار رسا على ما حصل، لعدة اسباب ابرزها ان قائد الجيش كان اطلع اطلع رئيس الجمهورية بوصفه القائد الاعلى للقوات المسلحة وراس هرم السلطة السياسية في لبنان على ساعة الصفر، حيث شارك الاخير في انطلاق العمليات العسكرية من غرفة عمليات وزارة الدفاع، لذلك ارتؤي ان يكون الشخص الاول الذي يتم ابلاغه بانتهاء العملية، ومن خلاله للشعب اللبناني دلالة على اهمية الانجاز المحقق،وهو ما كان، من جهة، ومن جهة ثانية كان وفاء من القائد للوعد الذي قطعه بان يعلن شخصيا الانتصار في المعركة، بعدما كان سبق ووصلته اجواء تطالبه بالظهور في الفترة السابقة،الا انه قرر ان يتابع عمله على ان يتحدث في اللحظة المناسبة.

وتتابع المصادر ان العماد جوزاف عون كان شفافا بكشفه تفاصيل العملية والمعطيات التي كانت متوافرة لديه، لان من حق الراي العام اللبناني واهالي العسكريين الشهداء معرفة الحقائق كما هي والدوافع الحقيقية وراء القرارات التي اتخذت بعد موجة التحليلات والتشكيك ومحاولات الاستثمار السياسي وتصفية الحسابات بين الاطراف على حساب دماء العسكريين والوقائع الصحيحة التي تضحد كل زيف، لان الاهداف اسمى من بعض الحرتقات التي قد يعمد البعض الى استغلالها في محاولة لضرب الجيش، ومحاولاتهم الدؤوبة لاظهاره بموقف العاجز والضعيف، عبر اطلاق الشائعات واستهداف معنويات العسكريين والمدنيين واضعاف الثقة بالجيش، وما اطلاق اشاعة استقالة قائد عملية فجر الجرود العميد الركن فادي داوود الا احد فصول ذلك، مستفيدين من عمل الجيش الصامت بعيدا عن البروباغندا الاعلامية وتلهيه في الرد على مقولة من هنا وخبر من هناك.

وحذرت المصادر من محاولة اللعب على وتر عائلات العسكريين الشهداء او محاولات استثمار دمائهم الزكية، واستخدام بعض ردود فعل الاهالي المفهومة والتي تقدرها قيادة الجيش في غير مكانها، مشيرة الى ان اهالي العسكريين هم ابطال على طريقتهم وهم جزء لا يتجزأ من جسم الجيش وغير متروكين، وان قيادة الجيش كلفت مديرية المخابرات بمتابعة كامل حاجاتهم كما وضعت بتصرفهم احد الضباط للاجابة على كامل اسئلتهم، وهي اعطت التعليمات للطبابة العسكرية بفتح المكاتب وتامين كل حاجات من يرغب منهم في البقاء امام المستشفى العسكري المركزي في بدارو الى حين صدور نتائج الـ «دي ان، آي»، والتي قد تاخذ بعض الوقت الى حين صدورها كاملة، نظرا للاضرار اللاحقة بالجثث والحالة التي وجدت بها، وقد لحقتها تشوهات كثيرة، مؤكدة ان قيادة الجيش باشرت الاعداد لاقامة احتفال وداع وطني للعسكريين الابطال في مقر قيادة الجيش في اليرزة مع اكتمال صدور النتائج.

كما اكدت المصادر ان احتفالا آخر سيجري وفقا للاعراف العسكرية لتكريم الوحدات والقوى التي شاركت في العملية وعادت بالانتصار، على غرار ما حصل بعيد معركة نهر البارد في ملعب جونية البلدي، غير ان المكان والزمان لم يحددا بعد، كما ان ثمة بعض الترتيبات الجاري اعدادها في هذا الخصوص.

قائد الجيش وفى بوعده وصدق في تحقيق انجاز جديد طالما حلم به مساء كل يوم من شباك مكتبه في مقره على جبهة عرسال،فحمل الانتصار للبنان بتحرير ارضه وانتشار جيشه لاول مرة على حدوده الشرقية كاملة، بما فيها المناطق المتنازع عليها. ففي اشهر تحقق الكثير وما زال الكثير ايضا في الانتظار على طريق اختير ان يكون عنوانه استعادة الكرامة واثبات الحق… فالجيش القوي لن يتراجع والارادة الصلبة لعسكرييه لن تلين امام القيام بواجبهم، خصوصا في ظل الارادة السياسية الجامعة، دائما وقبلتهم الوفاء لرفاق سبقوهم على درب الخلود.