IMLebanon

أيها المسؤولون… يكفي أن تباشروا في معالجة الفساد… والبقية تأتي

 

إذا كان من عنوان للبيان الوزاري للحكومة الجديدة، بعد تشكيلها، فهو حكومة مكافحة الفساد… من هذا العنوان العريض يمكن أن تتفرَّع عناوين فرعية لجهة تسمية أنواع الفساد:

وهذا البيان يجب أن يكون السلاح الأمضى في يد كافة السلطات:

التشريعية والتنفيذية والقضائية والأمنية والنقدية، بحيث تتكامل جهود السلطات من أجل وضع البلد على المسار الصحيح.

***

الفساد لم يعد مجرد عنوان، لقد أصبح وللأسف، من اليوميات، فمع كل شرقة شمس ينبت ملف جديد، إذا ما جرى التدقيق فيه، يجد العالمون أنَّ فيه شيئاً من الفساد الذي أصبح موجوداً في كل مفصل من مفاصل الحياة العامة في البلد.

الملف الأحدث، حتى كتابة هذه السطور، هو ملف التجنيس. مهما بُذِلَت محاولات تجميل صورة المرسوم فإنَّ فيه إثباتات على أنَّ عيوباً موجودة فيه.

لم يعد بالإمكان الإستخفاف بالرأي العام وبالإعلام وتأثير وسائل التواصل الإجتماعي، فالمرسوم حين كُشِف النقاب عنه قيل إنَّ لا شيء في الدستور والقوانين المرعية الإجراء يُلزم نشره. لكن بيان وزارة الداخلية الذي مهَّد للنشر تحدث عن أنَّ النشر جاء بعدما تحوَّل المرسوم إلى قضية رأي عام. وانطلاقاً من مبدأ الشفافية، هكذا من الآن فصاعداً، وبعد اليوم، لم تعد السرية نمطاً يمكن التذرع به، لإخفاء ما تريد السلطة التنفيذية إخفاءه.

***

إنَّ مرسوم التجنيس أصبح في عهدة المدير العام للأمن العام اللواء عباس ابراهيم، بطلب مباشر من رئيس الجمهورية العماد ميشال عون، وفي هذا المجال يعوِّل الجميع على حكمة الرئيس وحزمه، وعلى جدية مدير الأمن العام الذي سيخرج مرسوم التجنيس من تحت يديه مشذّباً من العيوب، والتي جعلته عرضة للطعن ومحطَّ مراقبة من أكثر من جهة دولية، خصوصاً بعدما تردَّد أنَّ بعض الأسماء ملاحقة من الإنتربول الدولي.

 

***

هذا ملفٌّ أول عن الفساد. وفي يوميات الفساد أيضاً ما حفلت به أحدث التقارير العلمية عن تلوث المياه في لبنان. ويقول أحدث تقرير:

مياه لبنان بمعظمها ملوثة بنسب متفاوتة، تلوثاً جرثومياً وكيميائياً وبالمعادن الثقيلة خصوصاً الزئبق، ويصل التقرير إلى نقطة خطيرة جداً فيورِد ما حرفيته:

هذا التلوّث يصيب الجميع: المنازل، المدارس، المعامل، المطاعم، المستشفيات، المؤسسات، الزراعة، الصناعة. فالمياه الملوَّثة أصبحت العامل الأساسي للتلوّث في حياتنا. وإذا كانت كميات المياه تتضاءل ومفعول التلوّث يزداد، فإنَّ مستقبل نوعية المياه أسود، أسود، أسود. فالآبار تُحفر لضخ المجارير فيها، والأنهر تُستعمل للمجارير والمياه المنزلية والنفايات الصناعية والزراعية على مختلف أنواعها، والأخطر هو التلوث بالمعادن الثقيلة مثل الزئبق، والكاديوم، والرصاص.

***

بعد هذا التقرير العلمي، عن أية سياحة نتحدَّث؟

وعن أية صحة للمواطنين نتحدَّث؟

إخترعنا شيئاً أسميناه السياحة الصحية انطلاقاً من أنَّ لبنان كان مستشفى الشرق الأوسط، حيث كان الأشقاء العرب يأتون إلى لبنان للطبابة والإستشفاء، كان لبنان منتجعاً وملاذاً فأصبح وللأسف الشديد مليئاً بالأشياء السلبية التي تُنفِّر المواطن والمغترب والسائح على حدٍّ سواء.

***

نقول هذا الكلام والغصة تعتصر القلوب، هذا الوطن ليس ملكَ حُكامِه، إنه وديعة بين أيديهم لتسليمه للأجيال الآتية، فكيف يسلمونه؟

كتلة من فساد؟