لان الحوثيين لن يسيطروا على اليمن. ولان الشيعة لن يسيطروا على مملكة البحرين. ولان الايرانيين ابعد من ان يحكموا العراق ويضعوا يدهم على سوريا، فان حزب الله اعجز من ان يحكم لبنان، لا بشعبيته ولا بسلاحه، حتى وان كان يسعى على مدار الساعة الى ايهام اللبنانيين بأن سلاحه كفيل بتطويعهم وفرض شريعة الغاب عليهم، حتى وان كان يمارس ابشع انواع الاستفزاز عليهم لابعادهم عن محيطهم العربي بما في ذلك التأثير على وحدتهم الداخلية وسيادتهم على ارضهم وزعزعة استقرارهم!
فالذي فشل في التشكيك بهوية لبنان العربي، لن ينجح في ابعاده عن العروبة، على الرغم من انه نجح في اقناع بعض العرب بأنه لم يعد واحدا منهم، فضلا عن ان ابتعاد بعض الدول العربية عن لبنان ليس الا مسألة وقت، حيث لا بد من ان تتضح الرؤية السياسية ويعرف من ابتعد نسبيا على لبنان ان حزب الله مجرد فصيل سياسي وعسكري تابع للجمهورية الاسلامية في ايران؟!
اما الذين يهولون على اللبنانيين فان مساعيهم ستفشل ولن يصلوا الى جعل لبنان بلدا ملحقا بالنظام الفارسي في ايران، مهما حاولوا وسعوا وهددوا بأن بديل ذلك كله هو اعلان احراق حتى ولو اقتضى الامر تدمير اخضر لبنان ويابسه. وهذه المحاولة ليست الاولى ولن تكون الاخيرة طالما استمر تمسك اللبنانيين بعروبتهم ورفضهم الانسياق وراء اي تصرف يؤثر على وحدتهم وانتمائهم الى محيطهم، لانهم مؤمنون بهذا الانتماء ومتمسكون بمصيرهم الواحد مع العالم العربي؟!
هذا الواقع من المستحيل تغييره والتأثير في سلامته حتى ولو استمر خروج الشيعة اللبنانيين على سلامة انتمائهم اللبناني – العربي سعيا وراء مصالحهم في ايران ومع ايران. لذا، فان الحملات المغرضة التي يشنها شيعة لبنان على السعودية والبحرين والامارات وقطر، فلأن هدفهم واحد بالنسبة الى ماهية نظرتهم الى الواقع الايراني الذي ينتمون اليه، من غير حاجة الى ان يكونوا في الصف اللبناني، الامر الذي يعني ان خروج الشيعة عن الصف اللبناني – العربي اصبح عملا واضحا وصريحا؟!
تقول اوساط عليمة ان ابتعاد بعض العرب عن لبنان، هو خدمة يؤديها هؤلاء لحزب الله الذي ينطلق من غاية واحدة تسهم في زعزعة الانتماء العربي الواحد لما فيه من انتماء مشكوك وطنيا ومذهبيا، خصوصا عندما يفعل التصرف العربي فعله وينساق وراء مخطط ايران الذي يشكك بين العرب ومصيرهم الواحد، وكي يقال ايضا ان الحرب المذهبية التي يخوضها حزب الله هي من النتائج الاولية للمخطط الايراني الذي باتت اهدافه من خلال الحملات المغرضة على كل ما تجسده المملكة العربية السعودية من موقع عربي يستحيل التخلي عنه وصولا الى السير في خطى ايران!
هذا الواقع من الصعب دحضه مهما اختلفت تصرفات ايران ومساعيها تجاه التشكيك بوحدة لبنان وعروبته، وهنا يكمن خطأ استفراد لبنان ومقاطعته عملا بنصيحة من اكد هذا المنهج السياسي – المذهبي، ضرورة تفهم روحية انتقاد بعض العرب تصرف لبنان، مع العلم ان ما صدر عن وزير خارجيتنا جبران باسيل جاء نتيجة تصرف فردي اخذ بعده العربي من غير حاجة الى ان يأخذ بعده اللبناني حيث قوبل تصرف باسيل بأعلى مستوى من الانتقاد، اضف الى ذلك ان خطأ باسيل جاء كنتيجة حتمية لتفاهم سياسي يربط التيار الوطني الذي يرئسه بحزب الله، من غير استبعاد وجود رابط مباشر بين ايران وجماعة عون!
وفي المقابل، اكدت اوساط سياسية مراقبة، ان رد فعل جماعة «التيار العوني» لم يفهم منه انهم امتعضوا من صمت هؤلاء على كلام وزير الخارجية في المؤتمرات العربية، كي لا يفهم من ذلك ان علاقاتهم الخاصة مع حزب الله قط طغت على مصلحة وطنهم لبنان، وهذا في مجمله من ضمن حسابات سياسية يستحيل على اي كان القول عنها انها لا تعبر عن موقف لبنان، لاسيما عندما ترددت مطالبات بضرورة الاعتذار من السعودية عما بدر من باسيل؟!
ان تصرفا من النوع الذي صدر عن رئيس التيار الوطني بحق السعودية وبعض الدول العربية، لا بد وانه قد اثر مباشرة على «مشروع عون الرئاسي» وابعده عن نهجه الوطني بعد طول تشكيك بمنهجية الرجل من لحظة توقيع تفاهمه مع حزب الله الذي كرسه في لقاء كنيسة مارمخايل، من غير حاجة الى ان يلتزم به في مكان حساس اخر؟!
وهكذا طارت الرئاسة يا عون؟!