في لقاء له مع عدد كبير من مخاتير محافظة عكار، أكّد رئيس حزب القوات اللبنانية الدكتور سمير جعجع ان القاعدة الشعبية لانتفاضة 14 آذار لا زالت بخير وهي متمسّكة بثوابت الانتفاضة وبأهدافها السيادية وأمينة عليها، ولكن المشكلة في رأس هرم هذه الانتفاضة، حيث «هناك من تعب من المواجهة، وهناك من ترك هذه الثورة…» وهذا قول صحيح وحقيقي ومباشر، مثل قوله «ان ثورة الارز لا تزال على ما هي عليه، لأنه من دونها لا وجود للبنان».
السؤال الذي يطرحه الضنينون بهذه الثورة التي غيرت عند انطلاقتها وجه لبنان، واعادته وطناً سيداً كاملاً حقيقياً كما أراده الآباء والجدود، ما هو السبيل لاعادة الوصل بين رأس الهرم والقاعدة، وهل هذا الحلم ما زال متاحاً، خصوصاً وان لبنان على أعتاب انتخابات نيابية مصيرية قد تؤسس لسنوات طويلة مقبلة، وما هو دور القيادات السيادية التي ما زالت مؤمنة بالثوابت ومتمسكة بها في هذه المرحلة الصعبة من تاريخنا؟!
اذا كانت قوى 8 آذار تدخل معركة الانتخابات النيابية متفاهمة متعاونة، متّحدة، تحمل هدفاً وحيداً هو انتزاع الأكثرية النيابية من يد قوى 14 اذار، والامساك بالحكم والحكومة ومجلس النواب، هل يمكن وقف زحفها، والقوى الباقية من 14 آذار، التي لم تترك ولم تتعب، هي على ما هي عليه من نزاع وخلافات وبعد ومنافسة، بدلاً من ان تطرح الصوت، أن اجتمعوا ولمّوا شملكم وتنازلوا لبعضكم بعضاً واتّحدوا، واعيدوا لشعلة 14 آذار نورها ووهجها؟!.
لماذا لا يأخذ الدكتور جعجع المبادرة، ويدعو تيار المستقبل، وحزب الكتائب وحزب الوطنيين الاحرار، وحزب الكتلة الوطنية، والشخصيات الوطنية السيادية، والمستقلّين المؤمنين بثوابت 14 آذار من مثقفين ونقابيين واعلاميين، للتفاهم على خوض المعركة الانتخابية يداً بيد، فاذا نجح له أجر، واذا لم ينجح له أجران، ويقول لجماهير 14 آذار، «اللهم اشهد اني بلّغت». اما اذا نجح جعجع، فأمامه ايضاً دور لا يقلّ أهمية عن الأول، وهو، كما أعلن في لقائه مع مخاتير عكار، «تأسيس مقاومة، اذا دعا داعٍ على حدودنا الشمالية او الجنوبية او الشرقية او الغربية، من خلال الدولة والشرعية» وليس من خارجهما، وعندها تكون المقاومة، لبنانية وطنية، من جميع الطوائف والمذاهب والاحزاب تحت علم لبنان وقرار الدولة وأمرة الجيش.
* * * *
قد يقول البعض ان الوقت لا يسمح ولم يعد متاحاً لجمع صفوف قوى 14 آذار، ولكن الارادة اقوى من القول، وأمام مصلحة الوطن يمكن تجاوز العديد من الصعاب والعراقيل، المهمّة وغير المهمّة، المهم في النتيجة ان تصفو النيّات، ليصبح كل صعب ممكناً، وان تتحد الارادات ليتحقق المستحيل.
اللهمّ اشهد اني حاولت.