يتضرّع اللبنانيون الى اللّه كي تمرّ الأيام الإثنا عشر المقبلة «بسرعة» وبأقل قدر من الخسائر… ولا نكشف سرّاً أو نقول جديداً إذ نعلن أن المواطنين يضعون أيديهم على قلوبهم كي «تمرّ على خير»:
أولاً – هناك من لا يزال يخشى المفاجآت «غير السارّة» التي تطيح الإنتخابات. ومعلوم أنّ سبَبَين، فقط لا غير، يمكن أن يتحكّما بقرار إرجاء (أو إلغاء) الإنتخابات وهما عدوان إسرائيلي كبير وأو عملية أمنية كبيرة. بالنسبة الى العدوان ليس في الأفق ما يشير الى أن هذا التوقع وارد في ما قبل الإنتخابات على الأقلّ. ربما كان الأمر مطروحاً في شهر شباط الماضي وحتى في شهر آذار، أمّا في هذه المرحلة فليس ثمة مؤشر على هكذا عدوان. وأمّا العملية الأمنية فإنّ أحداً لا يملك أن يجزم بأمرها سلباً أو إيجاباً، وإن كانت مستبعدة على الأرجح.
ثانياً – إن ظاهرة إعلان اللوائح ليست جديدة، ولكن الجديد فيها هو الخلوّ من البرامج العملية، باستثناء الكلام والوعود السطحية التي لم تعد تجوز حتى على أكثر الناس سذاجة. وأما فريق (أو أفرقاء) المصفّقين، فحتى هؤلاء لم يعودوا يملكون الحماسة لأداء «وظيفتهم» كما يجب أن تؤدى! فكلما ضاقت رقعة «العطاءات» ضاقت أو ندرت صيحات التأييد والهتافات والتصفيق كذلك.
ثالثاً – المقابلات التلفزيونية (للمناسبة: إنه موسم غير مسبوق للتلفزيونات التي «تقطف» المناسبة بأفضل ما يكون. أما عن الإعلام المكتوب فأزمة الصحف تتصاعد قدر ما تتقلص المداخيل التي اجتذبها الإعلان المرئي الى حد بعيد). والمهم أنّ هذه المقابلات، على غرار إعلان اللوائح، لا تنطلق ممّا «سننفّذ» لكم أيها الأقوام، بل ممّا يمكن أن يسيء الى المنافسين.
وفي الحالين (اعلان اللوائح والمقابلات التلفزيونية) يجد المواطن نفسه أمام كمّ غير مسبوق من الشحن والكيدية والحقد والقدح والذم. بشكل غير مسبوق في مجالات المنافسة الإنتخابية – السياسية! بحيث تمدّد «القَرَف» ليطاول حتى أكثر المنافسين حماسة …
رابعاً – يبدو المرشحون، في أكثريتهم (وليعذرنا القارىء) وكأنهم يعانون إمساكاً مزمناً… فالجميع «قابضينها جد»، والوجوه يكسوها الوجوم… ونادراً ما تجد البسمة طريقها الى أحدهم (كلمة حق: باستثناء قلة في طليعتها الرئيس سعد الحريري الذي يضفي أجواء من الدعابة والمرح يتوجها بـ«السلفي» الشهير).
خامساً – يحدث هذا في وقت اكتشفنا لدى معظم جماعات المرشحين الذين «متّعونا» بطلاّتهم «البهية» وبحضورهم «الأنيس» عبر شاشات التلفزة… نقول إننا إكتشفنا لدى معظم هؤلاء المرشحين كمّاً من السماجة وثقل الدم كأنهم لم يسمعوا بشيء إسمه خفة الظلّ!
سادساً – والأدهى من تلك كلها التخوّف من نذر الشر المتجول بين المناطق والأقضية والدوائر بعمليات استفزاز وباعتداءات… وكأنّ هناك من يسعى بملء إرادته الى ضرب الإنتخابات أو تشويه «سمعتها».