Site icon IMLebanon

واماكروناه!

 

تضاربت ردود أفعال المسؤولين اللبنانيين على كلام فخامة الرئيس إيمانويل ماكرون، القاسي والمهين بحقهم. كأنه قال لهم على الطريقة اللبنانية: اللعنة عليكم جميعاً الواحد منكم يقول للتاني. أنتم عار على بلادكم يا خونة، يا كذابين، يا “لوفكجيي” يا عديمي المسؤولية يا بناة نظام الفساد يا مجرمين يا سرّاقين يا حرامية ولك تفوووه عليكم”، أول ردّ فعل على “الغسلة” أن فتحوا الشماسي.

 

ثم توالت الردود المستغربة. فهمت الرئاسة اللبنانية من كلام ماكرون إشادة بالدور الطليعي الذي يقوم به رئيس الجمهورية اللبنانية على صعيد بناء الدولة المدنية، ومعالجة الأزمات الإقتصادية والسياسية والمعيشية وتسهيل مهمة رئيس الحكومة المكلّف، بتشكيل حكومة المهمة، آخذاً على نفسه مشقة تسمية الوزراء المسيحيين لتخفيف نصف العبء عليه. المشكلة أن مصطفى أديب غير أهل للمهمة ولا لحكومة المهمة.

 

واعتبرت الرئاسة اللبنانية أن الترجمة الفورية أساءت إلى الرئيسين معاً، وأن عون يعتبر عمانوئيل كابنه وأن “بي الكل”، جاهز لمساعدة الرئيس الفرنسي والإستماع إلى هواجسه، إذا مش الساعة 11 ففي الخامسة بعد الضهر. دق لرفيق بيفوتك بلا موعد.

 

الرئيس نبيه بري، أحال كلمة ماكرون التعنيفية إلى المفتي الجعفري الممتاز أحمد قبلان لإجراء المقتضى، واعتبر أن ما قاله بحق حركة “أمل” و”حزب الله” يعني الخليلين حصراً وقرر تالياً، بالتشاور والتنسيق مع قيادة “حزب الله”، إعطاء قيام حكومة المهمة بنسختها المتجددة كل إمكانات النجاح وكل التسهيل، فتم الإتفاق على أن يستبدل الخليلين بعليين: علي عمّار وعلي بزي ليساعدا خليفة مصطفى أديب في تشكيل الحكومة العتيدة. وبالنسبة إلى وزارة المالية فلا مشكلة في إسنادها إلى شيعي متزوج من أرثوذكسية متشيعة وبعد ذلك إلى شيعي متزوج من أرمنية…

 

رئيس تيار المردة، سليمان بك فرنجيه علق بكلمة واحدة على توبيخ ماكرون “بأرجيك”.

 

الشيخ سامي الجميّل بدا مرتاحاً لما سمعه إذ لا علاقة له لا بالطّبَقة ولا بالمدرسة ولا بالمريول. وأساساً مش طالع بإيدو شي، لا إنتخابات ولا درس.

 

رئيس كتلة “الوفاء للمقاومة الإسلامية” علّق بلكنته الفظة MERDE ما هذه الـ”تخرّصات”؟

 

وليد بك، قيل أنه كان واقفاً، خلف الباب في الإليزيه يلقّن ماكرون ما عليه قوله. وليد دو برجوراك.

 

من جهّته علق رئيس حزب “القوات اللبنانية” سمير جعجع على بهدلة ماكرون للسياسيين الخونة بالقول “اللي بدك منو شبر بدي منو متر”.

 

أما رئيس الحكومة السابق سعد الحريري، الذي نال قسطاً من “البرشة الفرنسية” ففهم من مغزى كلام ماكرون في مؤتمره الصحافي أنه Retenu هذا السبت والسبت اللي بعدو.

 

وأخيراً سمع ماكرون الشعب اللبناني بأكثريته يهتف بعد المؤتمر: واماكروناه!