ما قرأته في مجلة «الشراع» بقلم اخي وزميلي ورفيق الدرب الاستاذ حسن صبرا لم اصدق ان صحافياً كبيراً واستاذاً كبيراً بحجم الزميل حسن صبرا يمكن ان يكتب ما كتبه بحق عمود الفن في لبنان، الفنانة التي لم يستطع لغاية اليوم، ان يصل الى مستوى فنّها انسان، وهي العملاقة التي تحدت السيدة ام كلثوم في عز ايامها والاستاذ محمد عبد الوهاب في عز ايامه.
الاستاذان العبقري عاصي والمبدع منصور الرحباني استطاعا من خلال السيدة فيروز ان يحققا توازناً مع العمالقة في مصر.
السيدة فيروز هي علم من اعلام لبنان، هي مثل الارزة، هي مثل قلعة بعلبك، والتعرض للسيدة فيروز ليس تعرضاً لها بقدر ما هو اساءة الى كل لبناني شريف.
لا ارى اي سبب ولا ارى اي مبرر او اي دافع للاساءة الى السيدة فيروز…
اما الكلام عن الكرم او البخل او الكلام عن شرب الكحول فمن قال لك يا استاذ حسن انك مسؤول عن محاسبة البشر؟!
يا صديقي ويا اخي حسن نسيت او كدت تنسى انك في يوم من الايام وصلت الى القمة في الصحافة يوم فضيحة ايران غيت وبلغ اسمك العالمية، فلماذا تريد ان تخسر هذا الرصيد؟
لو كنت مكانك يا صديقي لكتبت رسالة اعتذار من السيدة فيروز وانا اعلم انك تملك الجرأة للعودة عن الخطأ، وكما يقول المثل السائر: «الرجوع عن الخطأ فضيلة». وانت رجل مؤمن لا تسمح لنفسك بالاساءة الى انسانة عظيمة قدمت لوطنها اجمل الاغاني والمسرحيات وغنّت للقدس وتفوقت في تقديم ما لم يصل اليه احد في العالم العربي.
اما قضية فلسطين فهي قضية كل عربي شريف فكيف يمكن ان نسيء الى السيدة فيروز؟
اخيراً انا اعلم مدى ارتباطك بالعروبة ومدى حبك لعبد الناصر الزعيم الخالد، وانت تعلم مدى المحبة والاحترام والتقدير الذي كان يعامل فيه الزعيم السيدة ام كلثوم، فلماذا لا نكون صورة عن زعمائنا الكبار الذين نحبهم ونحترمهم؟! وفي تقديري ان السيدة فيروز ليست سفيرتنا الى النجوم، لانها هي نجمة ساطعة في سماء الفن الراقي.
وثمة ما يفترض التوقف عنده وهو ان الرئيس السوري الراحل حافظ الاسد تولى علاج الكبير عاصي الرحباني في محنته الصحية طبابة واستشفاءً… والجمهور السوري المعروف بذوقه الفني الرفيع هو مع فيروز ويحبها 200%… وليس لهذا اي علاقة بالسياسة والانظمة، وإن كان حافظ الاسد قد قام بعمل جليل ازاء المرحوم عاصي.
اخيراً اقدم اعتذاري الكبير الى السيدة العملاقة فيروز والى اولادها والى اهلها والى محبيها جميعاً… وهذا يعني الى الشعب اللبناني كله. وارجو ان تتقبل هذا الاعتذار.
وأختم قائلاً للزميل حسن صبرا: صديقك من صدقك وليس من صدّقك.
عوني الكعكي