تتزايد وتيرة المؤشرات السلبية التي تحيط بملف “التنقيب عن النفط والغاز”، حتى أضحى لبنان اليوم أبعد ما يكون عما يتم الترويج له من نجاح وهمي وخلاص زائف. فقد كشفت مصادر معنيّة بهذا الملف لـ”نداء الوطن” أنّ دورة التراخيص الثانية، المحددة في الأول من حزيران لتلزيم التنقيب عن النفط والغاز في خمسة بلوكات من البحر اللبناني سيتم تأجيلها للمرة الثانية على التوالي، وذلك لأنه حتى تاريخ اليوم، لم تتقدم أي شركة أو كونسورتيوم للمشاركة في الدورة رغم إتاحة وزارة الطاقة للشركات الفرصة بتقديم عروضها “أونلاين” وتمديد مدة قبول الطلبات لشهر كامل.
وفي التفاصيل، كما أفادت المصادر أنّ “مجموعة الشركات الصينية التي كانت قد أبدت اهتماماً كبيراً في البلوك رقم 5 وطلبت تأجيل الدورة لاستكمال ملفاتها والتقدّم بعرض الأسعار، عادت فاختفت فجأة عن ساحة المهتمين وهي في الوقت الراهن “مطنشة” تماماً ولا تتواصل حتى مع فريق الوزارة. أما كونسورتيوم شركات “توتال، نوفاتك، إيني” التي فازت في البلوكين 4 و9 فقد أبلغت هيئة إدارة قطاع البترول قرارها الرسمي بعدم المشاركة في دورة التراخيص الثانية بعدما كانت قد أعربت عن حرصها مطلع العام الجاري على المشاركة”.
وعليه، فإنّ خيار إرجاء دورة التراخيص بات يفرض نفسه تحت وطأة تراجع الشركات الصينية والأوروبية، بينما من جهة ثانية شركات النفط الأميركية الغارقة في تداعيات فيروس كورونا تراجعت رغبتها في استكشاف النفط في لبنان بخاصة بعد انتشار المعلومات عن عدم اكتشاف أية كميات تجارية في الآبار الاستكشافية الأولى في البلوك رقم 4، ناهيك عن الشركات الأخرى التي حصلت على الداتا الخاصة بالبلوكات المعروضة للتلزيم لكنها لم تتواصل مع الهيئة ولا الوزارة واعتُبرت بالتالي غير مهتمة بالمشاركة.