IMLebanon

سمك ونفط وغاز

 

جميل جداً الكلام عن السيادة المحمية بالسلاح وعن ثروات لبنان الضخمة من النفط والغاز، ولكن الأجمل والمفيد للمواطن هو أن يتم طرح حلول آنية سريعة تلجم الارتفاع الجنوني لسعر الدولار وما يتبعه من غلاء فاحش، وأن يتاح للمواطن أن ينعم بالعيش الكريم بعيداً عن ذل التفتيش عن الدواء والغذاء ومحاولات الهرب من هذا الجحيم.

 

حلول تسمح للحكومة بأن تعمل كحكومة إنقاذ فعلية، أن تجتمع على الأقل، فتضع البلد على السكة الصحيحة لسيادة الدولة والدولة فقط، حلول عقلانية ومنطقية تسمح لنا باستغلال ثرواتنا بالفعل لا أن تبقى مدفونة تحت سطح البحر.

 

لا يستطيع اللبنانيون او من تبقى منهم في هذا البلد أن ينتظروا سنوات وسنوات كي يبدأ استغلال الثروات والموارد الطبيعية، فمنذ اليوم وحتى ذلك التاريخ المجهول قد يكون لبنان تحول إلى صحراء قاحلة لا مكان فيها سوى للفقراء وللجهل والتخلف ولدمار لا قيامة منه في كل القطاعات لأن من بيدهم الحل والربط لا يريدون للبنان لا التقدم ولا الازدهار ولا الاستقرار، يريدون له أن يبقى ساحة لمشاريعهم ومصالحهم يعطلون نظامه السياسي ساعة يشاؤون، ويقوضون مؤسساته الدستورية عن سابق تصور وتصميم، ويقطعون عنه كل منافذ الحياة والعلاقات مع الدول القريبة والبعيدة، حتى أنهم لم يتمكنوا بعد من أن يشرحوا للبنانيين كيف سنصل إلى ثروات النفط والغاز المدفونة في البحر؟ ولماذا مشاريع التنقيب والاستكشاف متوقفة؟ ولماذا العدو الإسرائيلي مستمر بالعمل وتطوير الحقول وبيع الغاز بمليارات الدولارات، ونحن ماذا نفعل؟

 

نتفرج ونتكلم، نطلب الوساطة ثم نرفضها، نفرط بالحقوق ثم يتصاعد صراخنا عن حقوق ضاعت او ستضيع، ليشرح لنا هؤلاء كيف هو الحل،هل بالقوة؟ هل بالتفاوض وما هو الثمن الذي سيدفع في أي حال من الحالتين؟

 

لبنان يحتاج إلى الأفعال لا إلى الأقوال، واللبنانيون يحتاجون الآن للبقاء على قيد الحياة، وربما هناك من لا يريد لهم هذه النعمة، لأنهم في لحظة قد تحين عاجلاً أم آجلاً لن يترددوا في محاسبة من أوصلنا إلى الحالة التي نحن فيها اليوم بعدما كفروا بمن باعوهم في السياسة والاقتصاد على مدى سنوات وسنوات “سمكاً في البحر” واليوم يبيعونهم “نفطاً وغازاً في البحر”.