اذا كان النفط والغاز فاتحة خير للدول المنتجة وكيمياء حولت دول الصحاري العربية الى حواضر تتفوق على الغرب المتقدم اقتصادياً، فهل يكون فاتحة لطريق القصر الجمهوري المقطوعة منذ عامين وشهر تقريباً ليحل الرئىس العتيد سعيداً وتنتهي مسألة الشغور التي تناسلت لتصيب المجلس النيابي بعدوى الاقفال والحكومة بالشلل الا في مشاريع تبادل المنافع وعلى قاعدة «مرقلي ت مرقلك» كما يقول الرئىس تمام سلام ويستفيض في وصف محاسنها على قاعدة «انها افشل حكومة عرفها لبنان»، فما هي حكاية ملف النفط والغاز واي وحي هبط على رئيس مجلس النواب نبيه بري وعلى العماد ميشال عون ليتوافقا حول تلزيم «البلوكات» النفطية في الجنوب والشمال وفق الاوساط المتابعة لايقاع الفريقين وهل النفط والغاز «اقسام مشتركة» تابعة وفق التنظيم المدني لقصر عين التينة ودارة الرابية، فالاتفاق بين بري والجنرال ان دل على شيء فعلى ان الرجلين يتحملان المسؤولية عن التأخير في استغلال الثروات الجوفية للبلد في وقت تكاد فيه اسرائيل تدخل سوق المنافسة لبيع غازها المستخرج من البحر والمجاور للمياه الاقليمية اللبنانية وهل صحيح ما يروى ان الضغوط الغربية على المسؤولين اللبنانيين للبدء بعمليات الحفر قبل ان تبدأ الدولة العبرية بشفط الغاز والبترول من الحقول النفطية اللبنانية لتجاورها مع حقولها، ما ادى الى تقاسم حصص التلزيمات بين واشنطن وموسكو حيث اقتطعت الشركات الروسية الكعكة الجنوبية مع التزام روسيا بحماية الآبار اللبنانية من اي تعد اسرائيلي. في وقت نالت فيه الشركات الاميركية الكعكة النفطية على الشاطىء الشمالي.
ولعل اللافت وفق الاوساط انه بعد لقاء وزير المالية علي حسن خليل ووزير الخارجية جبران باسيل لبحث ملف الغاز والنفط وصعود الدخان الابيض للدلالة على اتفاق عين التينة والرابية استغل العماد عون مناسبة عيد الفطر ليسارع بزيارة عين التينة لمعايدة بري الذي سبق له وان اعلن اعتذاره عن استقبال المهنئين بالعيد لاسباب تتعلق بما يدور في المنطقة والذي لا يجعل عيد الفطر سعيداً، مصرحاً اثر اللقاء ان «وزير الطاقة السابق جبران باسيل» نجح في حلحلة المحظور النفطي مع زميله خليل كما زار دار الفتوى معايداً مفتي الجمهورية الشيخ عبد اللطيف دريان، لتواكب وسائل الاعلام البرتقالية الحدث على قاعدة ان حركة عون باتجاه عين التينة ودار الفتوى ليست سوى خطوة على طريق القصر الجمهوري اما الوزير السابق ماريو عون فقد استزاد في التفاؤل ليصرح ان «الجنرال بات قاب قوس وليس قوسين من الوصول الى بعبدا وان شهر آب قد يكون موعد انجاز الاستحقاق الرئاسي في ثلاثية طاولة الحوار المرتقبة.
وتشير الاوساط الى ان زيارة عون لدار الفتوى خطوة انفتاحية على اهل السنة وعلى قاعدة ان رئيس الجمهورية سيلعب دور الحكم وليس الفريق بين اطراف النزاع المحليين، وان الرئيس سعد الحريري بدأ بمراجعة لحساباته الرئاسية وترك الباب موارباً دون اقفال لدي لقائه، رئيس حزب «القوات اللبنانية» سمير جعجع لدى تباحث الرجلين في مسألة انتخاب عون لرئاسة الجمهورية، في وقت تؤكد فيه مصادر الرابية حسن علاقتها مع السعودية والتي لم تنقطع يوماً والدلالة على ذلك وليمة العشاء التي اقامها السفير السعودي علي عواض العسيري والتي جمعت عون والحريري وقيام الاخير باصطحاب العميد شامل روكز في سيارته اثر العشاء لحضور مناسبة في بلدة الناعمة، فهل تفاؤل البرتقاليين في مكانه، وهل يلين الرئيس فؤاد السنيورة في مواقفه الرافضة لوصول عون الى الكرسي الاولى ويتراجع عنها اثر كلمة سر تأتيه من السعودية. وهل نضج الطبق الرئاسي على طريقة تلزيم الغاز والنفط بسحر ساحر… انه بلد العجائب وتصبحون على رئيس.