IMLebanon

النفط والمال رهينة  في يد الولايات المتحدة

عندما أعلن الرئيس باراك أوباما أن تطلعات الاستراتيجية الأميركية بعيدة المدى ستنتقل الى الشرق الأقصى والصين في عمق آسيا، توهم البعض في المنطقة والخارج، ان الاهتمام الأميركي بالشرق الأوسط سيتضاءل. وتعزز هذا الاقتناع بالسلوك الذي اتبعه الرئيس اوباما لاحقاً بالامتناع الصارم عن خوض المغامرات العسكرية في المنطقة. وأكثر من ذلك فقد عمد الى الانخراط في معالجة أزمات المنطقة بالمشاركة مع قوى دولية أخرى، وايكالها بمهمات في هذا الشأن. واذا كان من المفهوم ان يستعين ببعض حلفاء أميركا لا سيما في أوروبا، فقد كان من المفاجئ أن يفتح خطاً مباشراً للتعاون حتى مع منافسي أميركا وعلى رأسهم روسيا. وأسطع مثال على ذلك، ما نراه اليوم من تنسيق عميق بين الرئيسين اوباما وبوتين حول ايجاد – وربما فرض – حل لانهاء الحرب في سوريا.

***

حقيقة الأمر هي غير ذلك. والهدفان الراسخان للولايات المتحدة هما: ابقاء السيطرة التامة على منابع النفط في المنطقة، بل هي مستعدة لخوض حرب عالمية ضد اية قوى عظمى خارجية تحاول السيطرة على نفط الخليج بالقوة العسكرية. وهذا ما سبق وأعلنه رئيس أميركي قبل زمن من وصول اوباما الى البيت الابيض. وما اختلف مع العهد الأميركي الحالي هو الاسلوب. وقد احتاطت اميركا تقليدياً لأمرين: الأول الاستعداد العسكري بنشر قواعدها في المنطقة. والثاني، التحسب من اي تمرد قد تقوم به دول نفطية معادية مثل ايران، او حليفة مثل دول الخليج العربي…

***

أخبث ما فعلته أميركا هو أنها شجعت حلفاءها النفطيين على الاستثمار بالملايين والمليارات داخل أميركا، وتقديم كل ما يلزم من اغراءات لذلك. والقصد الحقيقي لأميركا كان التحسب ليوم قد يأتي ويفكر فيه أحد في الخليج بالتحرر من هذه الهيمنة! وهذا ما تفعله اليوم واشنطن مع أكبر حلفائها وأعرقهم في الخليج، أي المملكة العربية السعودية. وعندما مضت المملكة بعيداً – بنظر أميركا – في الغضب بعد الاتفاق النووي مع ايران – ها هي واشنطن تحرك مشاريع قوانين في الكونغرس تلوح فيها بامكانية وضع اليد أو تجميد اموال طائلة، في حال انفجر الخلاف. وللمملكة السعودية أصول مالية تتراوح بين ٧٠٠ مليار وتريليون دولار في الولايات المتحدة!

***

أما الهدف الأميركي الراسخ الآخر في المنطقة فهو تحقيق مخطط الشرق الأوسط الكبير الذي اعلن عنه الرئيس السابق جورج دبليو بوش، وباشر الى تنفيذه بالحروب، وتابعه الرئيس اوباما بالسياسة. وفي التقديرات الاميركية اليوم، ان هذا الهدف تحقق واقعياً، ويحتاج الى بعض الوقت، ليتحقق رسميا!