Site icon IMLebanon

حرب النفط على إيران وروسيا للتأثير على سياستهما والعرب سيخسرون

الحرب على سوريا ومحور المقاومة لا تقتصر على السلاح والامن العسكري، تقول مصادر ديبلوماسية عربية، بل تأخذ اشكالا اخرى، حيث يدور اليوم في ميدان العالم معركة اقتصادية ومالية ضخمة تتعلق بسعر النفط، الذي تعمد بعض دول الخليج الى اللعب بأسعاره العالمية بهدف التأثير السياسي على كل من ايران وروسيا، وقد جرى هذا التلاعب بعد امور عدة اساسية منها:

– الاول: محادثات الغرب وواشنطن مع الجمهورية الاسلامية الايرانية.

– الثاني: اثر الانتصارات الكبرى التي يحققها العراق ضد «داعش»، اي ضد الدول التي تدعم «داعش» في حربها على العراقيين.

– الثالث: ما فعله الحوثيون في اليمن وما يواصلونه، حيث خلطوا الاوراق ليس في اليمن فحسب، بل في منطقة الخليج بشكل عام.

المصادر التي تتحدث عن هذه الامور تشير الى دول في مجلس التعاون الخليجي مستاءة جدا من تصرف هذه الدول من جيرانها في مجلس التعاون، وان الكويت وعمان وقطر يسجلون حذرا شديدا من هذا التصرف وانه في حال استمر قد يؤدي الى تفليس الاسواق المالية الخليجية، خصوصا في ظل فرض اميركا على دول مجلس التعاون الحرب على الارهاب او بالاحرى على تنظيم الدولة الاسلامية والخليفة الاسلامي ابو بكر البغدادي «داعش».

المصادر التي تحدثت في هذا الامر الاستراتيجي تشير الى هبوط سوق الاسهم في دول الخليج بشكل مخيف نتيجة ما يحصل لاسعار النفط ويعتبرون ان هذا الانخفاض السياسي المتعمد لسعر النفط لن يضر ايران ولا روسيا، وانه لن يعطي لاصحابه المتلاعبين به اي مكاسب سياسية، بل ان دول الخليج هي التي تخسر كل يوم مئات ملايين الدولارات وليس ايران او روسيا، واشارت الى ان روسيا دولة عظمى وهي الدولة الاكبر المصدر للغاز في اوروبا وتمتلك احتياطات ضخمة في مختلف الموارد الطبيعية كما تمتلك احتياطات من العملة الاجنبية كدولة بأضعاف ما يمتلكه اثرياء الخليج كأشخاص، اذا في الخليج لا تمييز بين المال الخاص والمال العام. بعكس ايران وروسيا اللتين فيهما قوانين وتمييز بين مال الدولة ومال المواطن او المسؤول.

اما بالنسبة لايران، تضيف المصادر الديبلوماسية، ان هناك دولاً في مجلس التعاون تخوض حربا ضد ايران بالتحديد من خلال النفط، وتريد حصار ايران ماليا، اذ وفق اعتقادهم من خلال تخفيض سعر النفط، يمكن التأثير على الدور الايراني وسياسة وتوجهات ايران في الشرق الاوسط، او التأثير والضغط عليها لحضورها القوي في اليمن والبحرين ولبنان والعراق وسوريا وهو امر خاطئ ونظرة لا تتجاوز الانف، واكدت المصادر ان الجمهورية الاسلامية الايرانية، دولة تضرب حضارتها في عمق التاريخ وليست حديثة الوجود ولانها دولة منذ انتصار الثورة الاسلامية في ايران، تعرضت للحرب والحصار الاقتصادي والى اليوم وقد تعرضت لحرب من صدام حسين بدعم مالي ولوجستي خليجي وعربي، ولم يخرج عن هذا التحالف الخليجي الا سلطنة عُمان، ورغم ذلك لم تنكسر، كما انها منذ انتصار ثورتها تعرضت للحصار الاقتصادي والى اليوم.

وكان هذا الحصار سببا اضافيا لتطورها العلمي والتقني والصناعي والعسكري في مختلف المجالات، على حدّ قول المصادر، كما انها رابع احتياط نفطي في العالم ومن اوائل الدول المنتجة او المسيلة للغاز، وهي دولة تصنّع وتنتج كل ما تحتاجه، باستثناء بعض الامور التي تعمل منذ سنوات على سد حاجاتها من الاسواق العالمية.

ومع ذلك تضيف المصادر استطاعت ان تلعب دورا في الشرق الاوسط في مختلف القضايا وفي مختلف الساحات العربية والاسلامية، مقابل تراجع هذه الدول الخليجية في الساحات اليمنية والبحرينية والسورية وقبل كل شيء في تخلي هذه الدول عن واجبها اتجاه القضية المركزية وهي القضية الفلسطينية. وخصوصا عبر تخليها عن الشعب الفلسطيني وتركه عرضة لآلة القتل الاسرائيلية على مدى عقود متواصلة والى اليوم.

اما في الحرب على سوريا تقول المصادر، ان هذه الدول باستثناء سلطنة عُمان تمول الحرب على سوريا، وتدعم مختلف الجماعات التكفيرية في سوريا والعراق، وقد انتجت قتلا وتهجيرا وذبحا واغتصابا وحشيا من مختلف الطوائف والمذاهب دون تمييز، وما تزال هذه الدول تدعم هذه الجماعات في لبنان وسوريا والعراق، واليوم تدفع الكلفة المالية للغرب وواشنطن، التي ستبلغ خمسمائة مليار دولار اميركي، وعمدت الى تخفيض سعر برميل النفط فاستفادت منه الدول الموجه ضدها التخفيض، حيث يشتري الجميع النفط باسعار مخفضة ويخزنه ويكرره لمصلحة شعبه، فيما يعلم الجميع ازمة ارامكو وماذا كتب اهلها عنها وعن سياستها في تصدير النفط لتكريره في الخارج ومن ثم لاستيراده مكررا مرة ثانية لكسب الربح الدفتري على حساب حقوق الناس في الاستفادة من منابع النفط في بلادها.

ان هذه السياسة تقول المصادر سوف ترتد في القريب العاجل ضد اصحابها، كما انه قريبا جدا، سوف تنهار اسواقها السياسية في وقت تتعرض لعمليات امنية طفيفة الآن، لكن سرعان ما سوف يقوم الخليفة المسلم السني ابو بكر البغدادي بعمله في تلك الساحات كما اعلن بنفسه، وبالتالي سوف تستفيد كل من ايران وروسيا والغرب من سياسات هذه الدول.