IMLebanon

الحلم القديم تحطيم سوريا وليس نظام بشار الأسد !

كلما اجتمع اثنان كان هذا السؤال هو ثالثهما: الى أين تتجه المنطقة وما هو المصير؟. ولا نتحدث هنا عن اثنين من لبنان، بل عن اي اثنين في المنطقة العربية، من أقصى الجزائر والى اليمن، ومن أقصى العراق الى غزة مروراً بفلسطين، ومن شمال سوريا المنتهك والى وادي النيل، أي باختصار من المحيط الى الخليج. ويربط المراقب بين مؤشرات على امتداد المنطقة، ويرصد ما يخرج من عواصم القرار في العالم من اشارات ومواقف وتطورات، ثم يحاول الربط بينها في محاولة لاستكشاف اتجاه الاحداث مستقبلياً. ولما كانت السياسات الدولية محبوكة بكثير من الدهاء والتمويه، فان احتمالات تحليل المراقب محكومة بارتكاب الاخطاء بقدر قليل أو كثير، لا فارق!

***

غير ان المؤشر الحقيقي والواضح والبسيط هو بلد محدد في الشرق الأوسط دون سواه… انه ليس لبنان ولا العراق ولا اليمن ولا ليبيا ولا اسرائيل ولا سيناء ولا تركيا، ولا حتى الملف النووي الايراني! هذا البلد بالتحديد والحصر هو سوريا… ومنذ زمن طويل يعود الى تاريخ قيام الكيان الاسرائيلي في فلسطين، كان الهدف الاستراتيجي لأميركا والغرب والصهيونية العالمية هو حصار سوريا وعزلها وكسرها. وعندما رفع عبد الناصر شعار الوحدة العربية وقامت الجمهورية العربية المتحدة باقليميها مصر وسوريا، تحولت كل بنادق الغرب المعادي والصهيوني الى مصر والى عبد الناصر لضربه وكسره وازالته من الوجود… وعندما بدأ الرئيس السوري حافظ الاسد محادثات تنسيق وتعاون مع الرئيس العراقي احمد حسن البكر انطلاقاً من عقيدة البعث في البلدين بالوحدة العربية، دخل صدام حسين على الخط من داخل النظام في انقلاب ابيض ومشبوه اطاح بالبكر، وبالتقارب مع سوريا، وهكذا…

***

كسر سوريا وتحطيمها وتقسيمها هو حلم صهيوني قديم، بل هو أقدم من قيام الكيان الاسرائيلي في فلسطين، وربما يعود الى القرارات الصهيونية السرية منذ المؤتمر الصهيوني الأول في بازل السويسرية عام ١٨٩٧ وما تلاه والى يومنا هذا… وما لم تظهر اية اشارة فعلية وصادقة لانهاء هذه الحرب المدمرة في سوريا، فذلك يعني ان المنطقة كلها تتدحرج للسقوط في الجحيم! والمقصود الحقيقي هو سوريا وليس نظام بشار الاسد!