جلست “أنغام” العشرينية على سريرها تتأمل صور فتى أحلام المدينة على هاتفها الجوّال. تأملت ملامحه الـ “شارمانت”، صدره العاري، وتناسق جسمه، تنهّدت. تأوّهت ورنّت في أذن والدتها عبارة: “شو هالجسد يا أسد”. أسد ياكلك بفرد لقمة. مين هوي هالأسد ؟ قالت “نجيّة” منتزعةً الجوّال من يدي ابنتها العاشقة. ثم أردفت: معك حق يا بنتي شب حليوه وأفندي. شو إسمو يا ماما؟
عمر. اسمه عمر حرفوش. أجابت أنغام بخفر وأسرّت لوالدتها أنها واقعة بغرامه وستمنحه في الخامس عشر من أيار صوتها التفضيلي…وأكثر لو يسمح القانون الإنتخابي بذلك.
حال “أنغام” كحال الكثيرات من الناخبات في دائرة الشمال الثانية. تيّمهن عمر من النظرة الأولى وقد منّ عليه الله بمواصفات ندر توافرها في رجل واحد. التواضع ثم التواضع. الموسوعية. الألمعية. التوهج الذهني والتوقّد العاطفي. نظافة الكف وغير الكف. الوسامة. الكياسة. الدماثة. سحر الإبتسامة.الأسنان البيض والشعرالأسود اللمّاع.
في أي وقت تفتح التلفزيون يقفز أمامك الفنان ورجل الأعمال عمر حرفوش، رئيس لائحة الجمهورية الثالثة في دائرة الشمال الثانية، والناطق باسم زملائه المختارين واحداً واحداً على”طبلية”. تراه متألقاً مع سمر، ومع مارسيل، ومع طوني ومع داني، ومع دانييلا ومع جان ومع جان فالجان. يدفع يطلع. يطلع يدفع بما يتيحه القانون. يفتح النار على الجميع. رؤساء. نواب. زعماء. ملفاتهم معه. وقريباً سيفتح لهم أبواب الزنازين متى فتحت له السراي أبوابها، وسدّتها في وجه منافسه الرئاسي الأول: محمد نجيب عزمي ميقاتي.
لا أنفي إعجابي بالحرفوش كقامة وطنية مستجدة وكحالة ثوريّة أصلية وكمتكلّم بسرعة 320 كلمة بالدقيقة، وكمصدر موثوق به للفضائح الكبرى. قبل أيام طلع على المشاهدين بمعلومة شيّقة وأفادنا أن “إسرائيل تموّل حملة جعجع الإنتخابية ” وشدد على أنه كرر الخبرية أربع أو خمس مرات وتابع التحري عمر هولمز”منذ أشهر سافر (جعجع) إلى كندا وفرنسا واشترى شققاً وصرف أكبر عدد من الأموال ( أكبر عدد؟؟؟) التي حوّلها إليه الإسرائيليون” وكان لحرفوش رجاء حار على الهواء وهو أن يُلاحق قضائياً لإثبات ما لديه. ولم تخيب القوات اللبنانية رجاءه، فوعدته بالملاحقة “لأنه من غير المقبول بتاتاً بثّ الأكاذيب والأضاليل خصوصاً من شخص مجهول وأمواله مشبوهة” كما جاء في رد الدائرة الإعلامية على السوبر ستار عمر حرفوش. هو أيضاً علامة فارقة.
وقريباً جداً سينضم حرفوش إلى لائحة القوات التي تضم ناصر قنديل، العميد المتقاعد مصطفى حمدان، الوزير السابق وئام وهاب، ابراهيم الأمين ومريم البسّام وربيع بنات وباقة من المحبين. وهي لائحة المدعى عليهم سابقاً من قبل “القوات” أو الصادرة في حقهم أحكام منعاً لأي لبس.