وفي ليالي مجلس النوّاب الظلماء أشرق عمر حرفوش على النوّاب المعتصمين في القاعة العامة، فقدم 20 سريراً، مع فرشات وأغطية ووسائد و”كوفر لي” اختارها بنفسه. زوّد برلمان صحّ النوم بمولّد كهربائي، معلناً استعداده لكل خدمة تعزّز صمود النواب مثل:
تأمين أكثر من اشتراك مع أقرب “دش”. ليس كل المعتصمين على الموجة نفسها. هناك من يفضّل مسلسلات الـ”أم تي في” على الـ “توك شو”، خصوصاً “مؤامرات شاهيكا” ضد “حسن بيك” وهناك من تروقه أفلام “نتفليكس” وهناك من يتابع البرامج الإخبارية.
تأمين 3 صوبيات من عاليه. واحدة على الحطب والثانية على المازوت وواحدة على الغاز.
تأمين وجبة ساخنة ظهراً ووجبة باردة مساء في كراتين تحمل صورة عمر حرفوش. والأحد مشاوي.
تأمين خدمات بريدية للنواب واستبعاد التعاون مع “ليبان بوست”. دولة الرئيس حرفوش لا يتعاطى مع أي شركة للرئيس ميقاتي يد فيها.
التعاقد مع حلاق رجالي (مكفول) ومزين نسائي بدوام كامل.
تأمين معدّات رياضية لإبقاء النواب في جهوزية جسدية عالية.
تأمين بيك أب من مؤسسة حرفوش للتجهيز لنقل بعض قطع الأثاث من منازل النواب.
تجهيز القاعة العامة بمكتبة موسيقية وصيدلية وكافيتريا. إستراحة صغيرة. إستراحة الجمهورية الثالثة.
لا شك بحماسة حرفوش لتقديم كل ما تحتاجه ديمومة اعتصام النواب التغييريين ومن انضمّ إليهم من الكتائب ونواب من “الجمهورية القوية” ومن “لبنان الجديد”. غير سياسي مقتدر أبدى رغبته في المساهمة العينية لدعم الصمود والتصدي: معلبات. سمنة. حليب. شاي. بونتوفلات. النائبة بوليت يعقوبيان أدرجت أسماء زملائها ضمن المستفيدين من خدمات “دفى”، الشيخ بهاء حاضر لتمويل الإعتصام، ولن يتوانى في دعوة النواب إلى لارنكا، حيث يدير سياسة الشرق الأوسط، للتشاور معهم في الخطوات اللاحقة.
أيام الإعتصام الأولى لم تمرّ مرور الكرام. حتى أن الرئيس نبيه بري تأثّر وجافاه النوم لثلاث ليال. قعد في غرفة نومه الملوكية في قصر عين التينة. يا “مشحرين” هالزملا ما كان سيكون مصيرهم لولا عناية حرفوش واندفاعه. حتماً مرّ ببال “الإستيذ” للحظات مشهد ياسر عرفات المحاصر في “المقاطعة” قاعداً على ضوء الشمعة. غشَت ناظريه غمامة. تأثر كثيراً. لكن ليس إلى درجة التفكير بفتح دورات متتالية والتخلي عن خيار الورقة البيضاء. أكثر ما يمكن للرئيس بري القيام به، إرسال النائب قاسم هاشم للنوم مع أخوانه، تضامناً معهم، إلى أن يملّ المعتصمون من “النومة” برّات البيت.
في المحصّلة، ما لم يتغيّر مع استشهاد نواب في إدارة مجلس النواب، هل سيتغير باعتصام نائبين أو أربعة أو أربعة وأربعين؟