Site icon IMLebanon

دولة الرئيس عمر حرفوش!

 

مرّ عشرون يوماً على إعلان “الملياردير” عمر حرفوش قيام حكومة لبنان بالمنفى من باريس، وذلك “بعد فشل كل المبادرات الخارجية للإنقاذ”، حكومة من اختصاصيين عابرين للطوائف فضلاً عن “إنشاء دستور لبناني جديد”. هكذا دفعة واحدة حكومة جديدة. دستور جديد. ورئيس حكومة جديد ستولد الجمهورية الثالثة على يديه النظيفتين.

 

وفي أهداف الحكومة التي حددها دولة الرئيس حرفوش “ملاحقة ومراقبة ما يحصل في لبنان، وشرح ما يحصل في لبنان لكل عواصم القرار، من باريس وواشنطن وبروكسل والصين وموسكو، بالإضافة إلى التواصل مع المؤسسات الإنسانية من حقوق الإنسان في ستراسبورغ، والمحاكم الدولية في لوكسمبورغ ولاهاي، للمطالبة بتجميد كافة أموال المسؤولين اللبنانيين على مر السنين، وعائلاتهم وأولادهم وعشيقاتهم ومطلقاتهم…”.

 

وطلب حرفوش في الفيديو من كل اللبنانيين في الشتات وداخل لبنان المشاركة في هذه الحكومة من أصحاب الإختصاص والكفاءة.

 

أهي حكومة أو قطار سريع بين باريس وبرشلونة لتضم كل لبنانيي الشتات؟

 

وقبل الإعلان عن “حكومة المنفى” كعيدية لكل اللبنانيين، وقبل انفجار بيروت أعلن حرفوش، إبن طرابلس المقيم في باريس منذ عقدين، عن مشروع للجمهورية الثالثة، وطلب من الرئيس ميشال عون تكليفه، كونه يحمل مشروعاً في طياته إجراء إنتخابات نيابية على أساس لبنان دائرة إنتخابية واحدة، في تناغم واضح مع رغبات “الحراك المدني” وتطلعات “الإستيذ نبيه”، وهي (أي الرغبات والتطلعات) أشبه بأمانٍ تحت قوس قزح، وفي مشروع حرفوش يُنتخب رئيس الجمهورية من الشعب. فماذا عن مرشد الجمهورية؟ ألحظ حرفوش في مشروع الجمهورية الثالثة آلية معينة لاختياره أو لانتخابه؟

 

من يتتبع مسار حرفوش (51 عاماً)، حامل الجنسيتين اللبنانية والفرنسية يتضح له أن الرجل مسبّع الكارات. فهو عازف بيانو ومؤلف موسيقي ومنتج وناشط إغترابي، ورجل أعمال ومؤسس أول إذاعة (أف أم) في “تاريخ” الشقيقة أوكرانيا، نظم انتخابات جمال وعروض أزياء حطت ذات يوم في الجماهيرية الليبية العظمى، وسيادة العقيد، كما يعلم الجميع، صاحب ذوق مرهف وقد مات ضحية ذوقه. والمعروف أن الملياردير الطرابلسي صاحب مبادرة استعادة الأموال المنهوبة وليس جبران، وصاحب (أي صديق) شيوخ ونواب فرنسيين وأوروبيين ومسؤولين أمميين. يرافقهم. يتصوّر معهم. يحضر اجتماعاتهم و”يبعط” في كل الإتجاهات ليجد لقفاه مطرحاً. فهو المستشار السياسي كما مع ماريان لوبين، كما أنه العضو الفعّال في العديد من الوفود الفرنسية الزائرة.

 

المهم، إنقضى عشرون يوماً واللبنانيون على جمر الشوق “يتشوشطون” في انتظار أن يفرج دولة الرئيس حرفوش عن تشكيلته الباريسية، لمعرفة لمن ستذهب “الداخلية” ولمن ستؤول حقيبة العدل في حكومة المنفى.