في العام 2013 نُشرت دراسة مطوّلة في مجلّة Psychopharmacology واستوقفني من سطورها المعرّبة أنّ تناول مكمّلات زيت السمك التي تحتوي على DHA بشكل مُركّز يُحسّن من وظائف الذاكرة والقدرة على التذكر لدى الأشخاص الذين يُعانون من القصور الإدراكي بدرجة بسيطة ولكن ما زالت هناك حاجة لإجراء المزيد من الدراسات لتأكيد هذا التأثير. وثمة أبحاث طبية حديثة أشرف عليها باحثون من كندا والولايات المتحدة الأميركية على الفوائد الصحية المثيرة لزيت السمك وفيها أن مكملات هذا الزيت تساهم بالفعل فى تعزيز الذاكرة وتقويتها، كما تحسّن القدرة على استدعاء المعلومات خلال 6 شهور فقط من تناولها، وهو ما يعد أمراً مثيراً للغاية، فكيف لمن مضى عليه عامان، فإنه يستدعي غليوم الثاني!
أستطيع أن أعتبر نفسي، واحداً من الساعين لإثبات صحة هذه الدراسات، منذ بدأت ازدراد كبسولات الأوميغا 3 بشكل يومي، وإن نسيت، وهذا غالباً ما يحصل، فالموبايل يلفت انتباهي فأهرع إلى المرطبان وأتناول كبسولتين، وكم من مرة سألني عائد من كندا إلى أرض اللبن والبخّور “شو بجبلك من كندا؟” فأجيبه أحضر لي عبوة عملاقة تضم 200 كبسولة من زيت السمك عيار 350 ملغ بس بليز بدي إدفع حقها…ودائماً أنسى.
لزيت السمك فوائد جمة كونه مصدراً لأحماض أوميغا-3 الدهنيّة وهي مركّبات يحتاجها الجسم للعديد من الوظائف المختلفة؛ كنموّ الخلايا، والنشاط العضليّ، وكلها لا تعنيني. مسألة تنشيط الذاكرة كما حمايتي من خطر الإصابة بالألزهايمر بعد ثلاثين أو خمسة وثلاثين عاما كانتا حتى يوم أمس في قائمة أولوياتي .
أمس خطر على بالي أن أبدأ بتناول متمم غذائي يقوي النشاط العضلي ويقضي على النشاط الذهني بشكل سريع، فهل أجمل من أن تستيقظ صباحاً وتسألك ابنتك : متى انتُخب العماد ميشال عون رئيساً للجمهورية اللبنانية، فتجيب على السؤال بسؤال : من هو العماد ميشال عون يا بنيّة؟
وهل هناك أجمل من أن تصلك فاتورة تصليح البرّاد بالدولار فتدفع مبتسماً لا مستهولاً؟
وهل هناك أجمل من التعرّف مساء كل يوم على جوليا، وفريد الفقير، وجمانة خانم وأمير يمان؟
وهل هناك أجمل من أن تسمع أجوبة مي خريش الذكيّة وتظن أنها مشتركة في برنامج “فكّر واربح” مع رياض شرارة؟
وهل هناك أجمل من أن تنسى مائة عام من عمر لبنان وتقعد على درج قصر الصنوبر بانتظار وصول الجنرال غورو لأخذ سيلفي معه؟
وهل هناك أفضل من أن تكتب المقال نفسه عشر مرّات، معتقداً أنك سبّاق لمّاح لا قبلك ولا بعدك؟