Site icon IMLebanon

العجّة… وكسر البيض؟!

هناك مثل فرنسي يقول «لتصنع عجّة يجب تكسير البيض». قياساً سياسياً على هذا المثل، نقول لسيّد العهد العماد ميشال عون، انه لتصنع عهد التغيير والاصلاح، يجب تكسير المفاهيم السائدة في الدولة والحكم، وارساء مفاهيم جديدة في الوزارات المحسوبة عليك، وفي وزارات حزبك، التيار الوطني الحرّ، كبداية الزامية للانتقال منها الى باقي الوزارات والادارات العامة سواء المحسوبة على حلفائك او على المعارضة، والتوجّه اليك حصراً، لأنك المسؤول الوحيد الذي أقسم بالله العظيم على احترام دستور الأمّة اللبنانية وقوانينها وحفظ استقلال الوطن اللبناني وسلامة أراضيه.

الدستور يا فخامة الرئيس، لا يحترم، وعند بعض السياسيين هو وجهة نظر ويفسّر وفق المصالح والمزاج، اما عن عدم احترام القوانين فحدث ولا حرج، فالقانون يمنع الفساد، وهناك فساد، ويمنع السرقات والهدر والمحسوبيات والاعتداء على الحرّيات الشخصية والاملاك العامّة، وكل يوم تقريباً هناك فعل يخالف القوانين، ويرتكب في السلطات القائمة وفي الوزارات والادارات العامّة.

ان الالتزام الحرفي الصارم بنصّ الدستور والقوانين، هو السبيل الوحيد. فخامة الرئيس لحماية الدولة وحماية الوطن اللبناني والأمّة اللبنانية، وما وصول لبنان الى هذا الدرك من الاهتراء والتفكك الوطني والسياسي، والفساد، سوى بسبب تجاوز العديد من المسؤولين والقيادات السياسية، الدستور والقوانين، نصّاً وروحاً، وعدم مواجهة هذا التجاوز، هو الذي أوصل لبنان الى هذا الدرك، وسوف يوصله الى أبعد من ذلك، ان لم تتم المعالجة الشجاعة سريعاً.

ان التمثّل بمثل السلحفاة التي انتصرت بالسباق على الذئب، لا يفيد في تصحيح الوضع في لبنان، لأن فرص المعالجة لتؤتي ثماراً ايجابية، يجب ان تكون سريعة وليس سلحفاتية كما هي اليوم، ومن المفيد ان يؤسس العهد على نيّته، باصلاح الوضع وتغييره، وعلى ثقة اللبنانيين بمؤسسة الجيش والقوى الامنية وحاكمية مصرف لبنان، ويسارع الى اتخاذ خطوات انقلابية في المالية العامّة، والالتزام بمرحلة تقشّف شديد، تطول اولاً الادارة العامة بجميع تفرّعاتها، على الاقل لمدة سنتين، ولا ينفق قرش واحد، الاّ في مكانه الصحيح المنتج، وبهذه الطريقة تجفّف ينابيع الهدر والصفقات، وينفتح المجال امام استثمار واسع ومدروس لقدرات لبنان النفطية والمائية والسياحية والزراعية والصناعية…

المهمة ثقيلة، وقد تصطدم بحيتان المال والفساد، والطائفة والمذهب، ولكنها ستكون عين الصواب، وسيدعمها الشعب والطيّبون من اهل السياسة، وعلى اي حال، لا بديل عنها كخطوة انقاذية حقيقية.

في هذه الايام القلقة، كان مهمّاً جداً تطمين حاكم مصرف لبنان، رياض سلامة، وتأكيده على ان لا انهيار في الليرة ولا في الاقتصاد، ولكن استمرار هذه الحالة، مشروط بوقف الهدر على انواعه، وبتحفيز النموّ، وباطلاق مشاريع البنى التحتية بعد تأمين تمويلها.

اذا كان العهد يحبّ أكل العجّة، فليكسر البيض اولاً.