IMLebanon

في يوم التكليف.. «خشبة» ونائب معذّب وشارة نصر!

في اليوم الثاني من الاستشارات النيابية الملزمة، طغى التأليف على التكليف بعد أن ضخّ الرئيس نبيه بري جرعة دعم قوية للرئيس المكلّف أوحت بدخول عين التينة مدار «التعاون.. وإلا لما كنّا سمّينا سعد الحريري». بري، الذي فصل بين التكليف والتأليف، لم يسمّ فقط رئيس «تيار المستقبل» لرئاسة الحكومة بل «تمنّى» حصول ذلك!

سياسياً، بات الحريري رئيساً مكّلفاً منذ انتخاب العماد عون رئيساً للجمهورية. رسمياً، من اليوم الأول للاستشارات، حين حصد أكثر من «الثلثين»، أما الرصيد الباقي من الأصوات، أمس، فقد كان بمثابة «بلاس» شيعي الى تركيبة حكومية لم تكن لتفقد «ميثاقيتها»، طالما أن ثنائي عين التينة ـ الضاحية سبق أن فعلها في ايلول 2009 حين حجب أصواته كاملة عن نجل رفيق الحريري ولم يُسمع آنذاك مَن ينادي على الميثاقية المفقودة!

حصيلة يومي الاستشارات الآتي:

ـ تفوّق الحريري (112 صوتاً)، على رئيس الجمهورية المنتخب بـ 83 صوتاً. فارق له دلالته في السياسة. كما أن الحريري تجاوز العدد الذي ناله في التكليف الأول والثاني، فيما نقص 12 صوتاً عن العدد الذي ناله الرئيس تمام سلام في العام 2013.

ـ تفاؤل ثلاثي الأبعاد على خط بعبدا ـ عين التينة ـ بيت الوسط يروّج لتأليف لن يشبه المسارات الشاقة والطويلة لعمليات التأليف السابقة. اجتماع الساعة الكاملة بين عون والحريري في القصر الجمهوري دشّن مشوار التفاوض حول شكل الحكومة والحصص، فيما سبقهما الرئيس بري بالحديث «عن خطوط حمر وصفر وخضر حول الحقائب والوزارات».

ـ بعد انتخاب عون وتكليف الحريري، توجّهت الأنظار مباشرة صوب الشريك الثالث في السلطة. لا أحد يناقش بغير بري رئيساً لمجلس النواب لولاية سادسة، لكن هل يردّ له العونيون الكرة فيُحجمون عن التصويت له؟

بناء لتوجيهات وصلت الى المستشار الإعلامي لرئاسة الجمهورية رفيق شلالا تمّ تغيير مكان المنصة التي كان يقف عليها «خطباء التكليف» لتجنّب ظهور لوحة «إعلان بعبدا» في خلفية الصور التي التقطت لهؤلاء أثناء التسمية!

لم يكن هذا الإجراء هو الوحيد الذي ميّز اليوم الثاني من الاستشارات النيابية الملزمة. فإذا كان مفهوماً ومتوقعاً عدم تسمية «حزب الله» للحريري، فإن النائب نواف الموسوي بدا مزهواً بهذا الموقف الى حدّ رفع شارة النصر مرّتين. قبل ذلك، انفرد وفد «حزب الله»، دون غيره من سائر الكتل النيابية، بأخذ صورة تذكارية وقوفاً مع «فخامته» «للاحتفاظ بها في الأرشيف الشخصي وليس لنشرها في الإعلام»، حسب المقربين من رئيس الجمهورية.

في المقابل، خرج بري بعد اجتماع كان الأطول لرؤساء الكتل النيابية مع عون مختتماً الاستشارات بتمسّكه بسعد الحريري على رأس الحكومة المقبلة.

وكان على بري أن يقدّم نصيحة ذهبية لرئيس الجمهورية، فور دخوله الى مكتبه، بشراء لوح خشبي يضعه تحت فرشة السرير بعد أن تناهى إلى مسامعه عدم تأقلم الرئيس مع «النومة» الجديدة في ليلته الأولى في القصر، قائلاً له «وإلا منجبلك خشبة (أبو خشبة) من بيروت (عين التينة)»!

وفيما نُزِع عنصر المفاجأة من ثاني أيام الاستشارات بتوقع عدم تسمية «حزب الله» لسعد الحريري والعكس من جانب عين التينة، فإن «نجوماً» آخرين سطعوا في يوم التكليف الثاني وغطّوا على «الثنائي الشيعي». أولهم النائب «المعذّب والضائع» اميل رحمة، كما وصف نفسه.

لم يكن الأمر سهلاً على نائب بعلبك الهرمل الماروني. الحاضر في اجتماعات «تكتل التغيير والإصلاح» والمُنتخِب لعون، المنتمي رسمياً الى كتلة «لبنان الحر الموحّد» التي لم تصوّت لعون، والملتزم مع «حزب الله» الذي لم يسمِ الحريري، وصديق عون وفرنجية معاً، وجد نفسه «مية شقفة» في يوم التكليف، فارتأى القدوم بصفته رئيس «حزب التضامن».. «لياقة»، كما يقول، بعد «الخلاف الرئاسي» الذي نشب بين صديقَيْه المارونيين!

ثاني النجوم دوري شمعون الذي لم تُسعفه ذاكرته فنسي تسمية الرئيس الحريري أثناء لقائه مع الرئيس عون. وبعد أن نسي التصريح أمام منبر القصر عاد أدراجه وأكد تسميته للحريري. اللقاء بين «الثمانينيين» استدعى سريعاً مبادرة رئيس الجمهورية بسؤال شمعون عن صحته! الرياضة والأكل الصحي شكّلا محور اللقاء ودعوة من نائب الشوف لحضور افتتاح اوتوستراد كميل شمعون أمام المدينة الرياضية.

أما النائب «الضال» أحمد فتفت، فيؤكّد أن الخلاف مع «كتلة المستقبل» يتطلّب معالجة. تسمية الحريري «طبيعية»، لكن تماشياً مع «ريفي ستايل»، كان فتفت واضحاً بأن خطابه من الآن وصاعداً «لن تحمله الكتلة، لذلك قررت في هذه المرحلة أن أبدي رأيي بالشكل الذي أبديته الآن، لأن الكلام الذي قلته لا يمكن قوله مع الكتلة ولم أرد تحميلها أعباء مواقفي وآرائي».

وباكراً احتفل سيرج طورسركيسيان بعيد الاستقلال فانفصل عن «كتلة المستقبل».. «لأن جو الاستقلال أفضل شي». والأهمّ نفى «مهرّج البرلمان»، كما يصفه بعض زملائه، عنه تهمة وضعه اسم ميريام كلينك في صندوقة الانتخاب «أنا كنت بعملها لو جلسة تشريعية عادية، لكن المزح ممنوع في موضوع رئاسة الجمهورية».