IMLebanon

عن نفي التنسيق

في خضم المواجهة القائمة في الجرود، ثمة نقطة تظل عالقة، وهي تتصل بحقيقة التنسيق بين القوات العسكرية اللبنانية والسورية العاملة في مقابل رقعة انتشار تنظيم «داعش».

يحرص الجيش اللبناني، منذ ما قبل انطلاق العمليات، على الإعلان رسمياً، أنه لا وجود لأي نوع من التنسيق بينه وبين قوات المقاومة أو الجيش العربي السوري في المواجهات الدائرة على الحدود اللبنانية السورية.

طبعاً، يتصرف جميع اللاعبين محلياً وإقليمياً ودولياً، على أن نفي قيادة الجيش محاولة لإرضاء الولايات المتحدة وبريطانيا والغرب الذي لا يريد أي علاقة بين الجيش اللبناني وحزب الله وسوريا.

وبرغم أن القيادات العسكرية الأميركية والبريطانية، الى جانب أجهزة الاستخبارات في البلدين، تعرف أن الحقيقة هي خلاف ذلك، وبرغم أن الموجودين في لبنان من دبلوماسيين وعسكريين وأمنيين غربيين في لبنان، يعرفون تفاصيل عن التنسيق القائم، إلا أن قيادة الجيش تصر على تقديم رواية رسمية يجب إبداء الملاحظات حولها:

أولاً: إن ضباط الجيش، كما نحن الإعلاميين، كما غالبية المواطنين، يعرفون أن التنسيق قائم وقبل انطلاقة المعركة بوقت، وأن التزامن في انطلاق العمليات تم بالتنسيق أيضاً، وأن التغطية النارية تتم بالتنسيق، وأن هناك تواصلاً مفتوحاً بين غرفة عمليات الجيش وقيادة العمليات في المقاومة والجيش السوري.

ثانياً: إذا كان في لبنان من قيادات سياسية أو عسكرية، لا تريد إحراج نفسها، فتعمد الى نفي التنسيق ومن خلال مؤتمرات صحافية لقيادة الجيش، وتعمد بذلك الى إرضاء الولايات المتحدة وبريطانيا وعواصم غربية، أو حتى جهات محلية لبنانية، فإن من واجبها أن تعرف أن في لبنان والمنطقة من يمثل شعباً وقوى سياسية ونفوذاً إقليمياً، لا يقبل بهذه اللغة ولا بهذه الطريقة التي تخفي «دونية مضمرة» إزاء الغرب، بينما تسفك دماء المقاومين اللبنانيين، وعناصر الجيش السوري في المعركة التي تهدف أولاً الى حماية حدود لبنان من الإرهابيين، وثانياً الى حماية قوات الجيش اللبناني المقاتلة في المنطقة.

لا نعرف من هو صاحب فكرة النفي، ولا كيفية إخراجها وتقديمها. ومع أننا في لحظة الانشداد لنكون جميعاً الى جانب الجيش في معركته، إلا أنه لا يجب التغاضي عن خطأ من هذا النوع، وبهذا الحجم، مهما كانت ضرورات القيادة السياسية أو العسكرية في لبنان أو خارجه.