IMLebanon

بين المطرقة والسندان

 

لا يمر يوم من دون تصريح يصدر عن آية الله خامنئي أو الرئيس الايراني روحاني أو الوزير محمد جواد ظريف أو قائد الحرس الثوري أو رئيس أركان الجيش والمضمون واحد: »سنجعل الاميركيين يرون ما لم يروه في حياتهم«.

 

التحدّي على مدار الساعة بينما الاميركي والاوروبي يتفرجان، وعندما حاولت إيران أن تحاصر سفينة بريطانية في مياه الخليج جاء طراد بريطاني واحد، فكان أن هرب الإيرانيون راجعين على أعقابهم.

 

المشهد بين إيران وأميركا بات واضحاً، طهران تحاول استدراج واشنطن، وهذه الأخيرة تتفرّج وترد بسلاح العقوبات الذي يبدو أنه كثير الفاعلية، الى ذلك فإنّ الكلام كلّه عن أنّ العقوبات لا تهم الايرانيين ولا تؤثر بهم هو غير دقيق، فهي عقوبات موجعة بالتأكيد.

 

المصيبة الأكبر أنّ هذه العقوبات آخذة في التوسّع وهو ما لا يمكن أن يبقى لبنان بعيداً عنه وعن تداعياته الخطرة.

 

وبالنسبة الى لبنان فهو واقعٌ بين المطرقة الاميركية والسندان الإيراني، ويُخشى بالتالي أنْ يتحوّل هذا البلد الى ما يشبه «فرق عملة»!

 

والآن لبنان في عين العاصفة، شئنا أم أبينا، هذه حقيقة لا يمكن اعتبارها تمر مرور الكرام، صحيح أنّ العقوبات الاميركية سبق أن طاولت قيادات في «حزب الله» بدءًا بالأمين العام السيّد حسن نصرالله، ولكنها المرة الأولى التي تطاول قيادات «غير عسكرية»، بل انّ واشنطن ذهبت الى أبعد مدًى بإسقاطها التصنيف الاوروبي الذي يفرّق بين جناحين في «حزب الله»، فقد أعلنت على ألسنة كبار مسؤوليها أنّ لا فرق بين الجناحين وأنّ الحزب، برمته، تنظيم إرهابي.

 

طبعاً «حزب الله» يمثل نسيجاً وطنياً لبنانياً كونه ينطلق من حيثيته الشعبية التي لا يمكن لأحد أن ينكرها عليه، والتي أوصلته بكتلة نيابية كبيرة الى مجلس النواب على رأسها النائب محمد رعد الذي شملته العقوبات الاميركية الأخيرة وأيضاً زميله محمد شرّي والقيادي وفيق صفا…

 

ومع تأكيد الرئيس سعد الحريري أنّ هذه العقوبات لن يكون لها تأثير على عمل الحكومة ولا على عمل مجلس النواب إلاّ أنّ لها تأثيراً على واقع البلد عموماً كون ما يرشح من الجانب الاميركي يشير (هذه المرة بقوة) الى أنّ العقوبات تتجه الى أن تتوسّع لتشمل حلفاء الحزب… وهذا يفتح باباً كبيراً على مغامرات قد تكون شديدة الخطورة.

 

فماذا لو رفعت إيران يدها عن لبنان وتركتنا وشأننا بدل التدخل في شؤوننا من خلال «حزب الله» وحلفائها الآخرين الامر الذي أوصلنا الى ما نحن فيه؟!.

 

عوني الكعكي