Site icon IMLebanon

على مكب النفايات «منحفر كتايب»

حزب الكتائب صاحب نشيد تقول احدى عباراته «عالصخر منحفر كتائب» فاذا بهذا الشعار ينتقل الى مكب النفايات في برج حمود، ليحفر عليه الكتائبيون موقفهم، ويظهروا قوتهم ضد الحكومة، ويستعيدوا مع رئىس حزبهم النائب سامي الجميل مجدا غابرا، لحزب «الله والوطن والعائلة»، فخطى خطوات لم تكن لصالحه، ومنها استقالة وزراء حزب الكتائب من الحكومة، فلم يستجب له سوى وزير الاقتصاد الان حكيم الذي يصرّف الاعمال، وتمرد وزير العمل سجعان قزي وطرد الكتائبي المخضرم من الحزب لان اختلفت وجهة نظره عن رئىسه الذي يبدو انه يسعى الى لقب «العنيد» الذي وُصف به والده او هو وصف نفسه به الرئيس امين الجميل.

فالحراك الكتائبي اعتراضا على مكب برج حمود، كان سياسيا بامتياز، وفق مصادر وزارية متابعة لملف النفايات، اذ اراد الجميل ان يسجل موقفا، بعد ان اظهرت الاستقالة من الحكومة عدم جدواها، اذ لم تحدث اي رد فعل، يمكن ان يكسب منها الجميل شعبيا وسياسيا، وتم تجاهل الموضوع من رئاسة الحكومة، ولم يتضامن معه حلفاء له، في ما كان يسمى 14 آذار، ولم تحدث الاستقالة ردود فصل شعبية، اذ ثمة من وجه اللوم للجميل لتسرعه في الخروج المنفرد من الحكومة، التي لم تتأثر من التمثيل المسيحي.

فحاول الجميل التعويض عن فشله بالاستقالة من الحكومة، تضيف المصادر، واتخاذ من مكب النفايات في برج حمود، منصة ليطل من جديد، وقد يكون ما يطرحه سليماً تقول المصادر، وتعالج ضمن الاطر المؤسساتية، مع شركة «سوكلين» ومجلس الانماء والاعمار، وتحديد المشكلة واسبابها، اما ان يقفل المطمر، والذي كان حزب الكتائب حاضرا عبر وزرائه في الحكومة، ووافق على الخطة التي وضعت كحلول لرفع النفايات من الشوارع، فإذا بالاعتراض الكتائبي اعاد الازمة من جديد، ووضع حزب الكتائب نفسه في مواجهة البلديات، كما في سؤال المواطنين، عن المسؤول في اعادة النفايات امام منازلهم، وفي احيائهم وشوارعهم؟

فموضوع النفايات ليس مادة للاستخدام السياسي بل يُحل من خلال دراسات بيئىة وتقنية، وطرق الفرز والمعالجة، ووسائل الاستخدام من خلال انتاج الطاقة والاسمدة، وعلى هذا يجب التركيز، وفق المصادر التي لا ترى حلا موقتا الا الطمر الصحي، حتى تقوم خطة متكاملة لحل مستدام لازمة النفايات.

فالجميل الابن الذي قرر على حدّ قول المصادر، ان يركب مركب المعارضة، ويحمل ملفات محاربة الفساد واهدار المال العام، ورفع الصوت عاليا، وهذه المحاولات تسجل لرئيس حزب الكتائب، الا ان ما ينقصه هو الخبرة السياسية، التي عليه ان يكسبها من والده ومن بعض الرموز الكتائبية القديمة، ويتذكر ان حزبه عُرف بأنه حزب السلطة التي غنم منها الكثير، فإن انتقاله الى المعارضة، لا يكون بحماسة الشباب فقط، تقول المصادر، بل بالتقدير الصحيح، وهذا ما يفعله الجميل.