Site icon IMLebanon

عن الطريق للقدس!

 

أفهم، وأتفهم، الغضب الإسلامي والعربي، بل وحتى عند بعض العالم الآخر من القرار الأميركي بنقل سفارة واشنطن للقدس الغربية، بوصفها عاصمة إسرائيل.

كلمة القدس بحد ذاتها، مثيرة وتحرك الوجدان العام، الإسلامي في المقام الأول، وطبعاً المسيحي، وتحصيل حاصل اليهودي.

مدينة الصلاة، كما قالت أغنية فيروز، وعاصمة الروح، وبها تتلامس بالأنوف مقدسات لثلاثة أديان، هي الأديان السماوية.

صورة مساجد القدس مطبوعة على العملة السعودية منذ زمن، ترجمة للمكانة الخاصة التي توليها السعودية لمسألة القدس، سياسياً ومالياً وحتى عسكرياً، كما في حرب 1948، وملك المغرب هو رئيس لجنة القدس المنبثقة من المؤتمر الإسلامي، الذي صار منظمة التعاون الإسلامي، وملك الأردن لديه مسؤولية خاصة تجاه القدس لأسباب كثيرة.

إيران، بنسختها الخمينية، حاولت، متأخرة، توظيف هذه المكانة الخاصة للقدس، فرأينا يوم القدس، وفيلق أو قوة القدس – حسب تصحيح نصر الله! – وليس للقدس من اليوم أو الفيلق الإيراني إلا الاسم، والباقي يترجم قتلاً وتشريداً بحق السوريين، وتخريباً بحق العراقيين واللبنانيين والبحرينيين واليمنيين، ببركات فاتح القدس الأكبر، الحاج قاسم سليماني.

كيف وصلت الأمور لهذا اليوم؟

قصة معقدة وقديمة ومؤلمة، ساهم فيها الفلسطيني، كما ساهم فيها عرب ومسلمون، وطبعاً ورَّط بها الدنيا كلها، سلطات الاستعمار البريطاني.

لكن اليوم، ليس الأمس، فهل اعتبر الفلسطينيون والعرب والمسلمون من عِبر الماضي ومآسيه، وكيف اعتصرت ورقة القدس وفلسطين في معاصر السياسية ومصالحها، من القومجية لليساريجية للإخوانجية، وصولاً لبركات العاصر الخميني الجديد؟

أبداً… لم يعتبر أحد، ونشاهد حفلات الشتم وحرق الأعلام العربية، ومنها السعودية، من قبل بعض السفهاء، في شوارع غزة، في انحراف مشين ومخجل عن ميدان المواجهة الحقيقي.

حفلة مزايدات وتكاذب وصراخ يصم الآذان، والنتيجة: صفر، بالنسبة للقضية نفسها، القدس وفلسطين.

الأربعاء الماضي نقلت قناة «العالم» الإيرانية، تصريحاً لمفتي النظام السوري، بدر الدين حسون، يقول فيه من العاصمة طهران: «الطريق الذي يصل طهران بالموصل وحلب وبيروت سالكة نحو القدس».

بربكم… أي اغتصاب لقيمة القضية الفلسطينية واسم القدس أصرح من هذا الاغتصاب؟

نحن على انتظار لـ«تأهب إيراني واضح لجني ثمار الغضب». كما قال حازم صاغية في مقالته الأخيرة بصحيفة «الحياة»، سائلاً: هل فلسطين هي «القضية المركزية» لفظياً، وهي عملياً، طريق الهروب من كل القضايا الفعلية؟

كل هذا الضجيج، والتشاتم، وحفلات المزايدة من جماعات إيران وقطر والإخوان، ما هي فائدته لصالح القدس وفلسطين، في آخر النهار؟

«لهوى النفوس سريرة لا تعلم» كما نبهنا من قبل المتنبي.