Site icon IMLebanon

على هامش خطاب حسن نصرالله

لولا الإشارة التي وردت في الإعلان عن خطاب أمين عام حزب الله مساء الأحد الماضي وأنه سيتناول ملف رئاسة الجمهورية، لما فكّرنا بمتابعته، خطابات الرّجل باتت كأغنية الموسيقار فريد الأطرش «بساط الريح»، وأصبح يترتّب على من يتابع نصرالله أن يتحمّل أولويّة جولاته على بلدان المنطقة فيقضّيها قفزاً من سوريا إلى العراق إلى اليمن إلى البحرين.. «وبعدين»، حقيقة بات الأمر «بيضيّق الخلق» ومضيعة للوقت، ولكنّ تحملنا كلّ هذا في انتظار الشأن اللبناني الرئاسي.

على هامش هذا الخطاب أطاح نصرالله الكلام على «حياد لبنان» الذي سمعناه في خطاب الرئيس سعد الحريري الذي تبنى فيه الأسبوع الماضي ترشيح العماد ميشال عون وجاءت الإجابة «مفرطة» في وضوحها بقول نصرالله «الحالة الوحيدة التي تعيدنا إلى لبنان هو انتصارنا في سوريا»، للمناسبة على هامش الخطاب نقول: لن تنتصر يا سيّد في سوريا، وكثيرون من اللبنانييّن لا يريدون لكم أن تعودوا من سوريا لا بل ندعو الله أن تغوصوا أكثر في الدّماء السوريّة، فجّروا طاقاتكم القتاليّة وفائض القوّة بعيداً عن لبنان، وأبقِ شباب حزبك يعودون بصناديق إلى أهاليهم المنكوبين بالأجندة الإيرانيّة، قوافل الموتى ستزداد وفي لحظة ما ستكتشف أن «بيئتك الحاضنة» تغيّرت بُنيتها وأن خارطتها تقتصر على الأرامل والثكالى والأيتام، نحن أيضاً لا نريد أن تعودوا من سوريا، وكن على ثقة أنك لن تعود منتصراً، إلا إذا أردت كعادتك أن تجعل الهزائم انتصارات.

وعلى هامش خطاب أمين عام حزب الله عصر الأحد، فطنتُ أنّ الرّجل تعمّد واعتمد في خطابه صفة «رئيس تيّار المستقبل»، إلى هذا الحدّ حزب الله حاقد على الرئيس سعد الحريري، ولهذا الحقد أسبابه، وهو ردّد صفة «رئيس تيار المستقبل» ومن دون ذكر اسم صاحبه ثلاث مرات أو أربع، مرّة واحدة ذكر اسم الرئيس سعد الحريري ولكن مقروناً بالتضحية فقال: «الحزب قدّم تضحية كبيرة جدًا عندما قال إنه لا يمانع من أن يتولى سعد الحريري رئاسة الحكومة»!!

لطالما كان حزب الله ناكراً للجميل، هذه عادته ولا تُفاجئنا، وفقط من باب التذكير لا العد، مئات المرّات قدّم الرئيس سعد الحريري التضحية تلو الأخرى من أجل لبنان، عشرات المرات مدّ يد الحوار، على الأقل آخرها أيام كانت حكومة حزب الله تغرق مع رئيسها نجيب ميقاتي مرشّح حزب الله، وقف الرئيس الحريري من على باب المحكمة الدولية بعدما اتهمت خمسة من قيادات حزب الله بالتورط  إعداداً وتنفيذا بقتل أبيه، ومع هذا وقف على باب المحكمة ومدّ يده منعاً للفتنة وقَبِل أن يشارك في حكومة حزب الله شريك فيها فكانت حكومة الرئيس تمام سلام… فلا تكبّر حجر الحديث عن «التضحية» إن كان هناك من مضحٍ معكم تحديداً فهو الرئيس سعد الحريري!!

اسم ثانٍ تجنّب نصرالله ذكره مع أنّه قال الحرف الأول والأخير من اسمه معروف، ثم صرف النظر عن التسمية واعتبر أنه يتحدّث عن حزب، كلّ هذا في معرض «توبيخ» قواعد التيّار الوطني الحرّ بوصفهم «أصدقاؤه» فقال: «كصديق اريد أن اقول لقواعد التيار الوطني الحر لا تسمحوا لاحد أن يستغل أو يسيء او يحاول ان يشوه العلاقة بيننا وبينكم»… ليس سرّاً أن الإسم الذي خاف نصرالله من لفظه هو الدكتور سمير جعجع، والحزب الذي لم يسمّه هو حزب القوات اللبنانيّة، وللأمانة القوات اللبنانيّة وحزبها ورئيسها «الحكيم» حارقين قلب حزب الله وأمينه العام وقلب بشار الأسد ومن ورائهم طهران…

أما ما تبقّى من عناوين الخطاب الفضفاضة وحمّالة الأوجة، فلها حديث آخر هذا الأسبوع.