Site icon IMLebanon

وفي اليوم الثالث للحوار: لا قيامة

ليس سهلاً على الرئىس نبيه بري تقبل نتائج طاولة الحوار على مدى ثلاثة ايام متتالية والتي ساوت صفراء مكعباً حسب مختلف الاوساط في داخل الحوار وخارجه في حين ان كافة الاجواء السابقة للثاني من آب تعطي ولو القليل من التفاؤل للخروج ببند وحيد متوافق عليه، ولكن يبدو حسب اوساط مطلعة ان كافة مسائل الحوار مرتبطة ببعضها البعض بدءاً من قانون الانتخاب الى انتخاب رئيس جديد للبلاد وغيرها من محتوى السلة التي بدت فارغة منذ اليوم الاول حتى ان مجمل التوقعات كانت سلبية وفق فرضيات محلية واقليمية ابتداء من معركة حلب وصولاً الى اليمن والعراق وهذا بمجمله ليس في متناول ايدي اللبنانيين.

وتسأل هذه الاوساط: ما دام الافرقاء اللبنانيون يعرفون جيداً هذا الامر وان ايديهم فارغة وهم مجرد افراد يتلقون التعليمات من الخارج وليس من عندياتهم يمكن استيلاد ولو مجرد مشروع حلول؟ تأتي الاجابة ان لدى بري منذ حزيران الماضي بعض الاشارات الاقليمية الايجابية بشأن حلحلة الوضع اللبناني خصوصاً من الجانب الفرنسي الذي يعتبر اقله ان الموضوع الرئاسي من اختصاصه وفق علاقاته مع كل من الرياض وطهران وانه في الحد الادنى من التجاوب كي يمكن ملاقاة الافرقاء المحليين في الاتفاق حول هذا الموضوع، ولكن لبري حسابات أخرى خصوصاً انه محترف في السياسة المحلية، وبالتالي، كان يعي سلبية عدم وجود اتفاق في الحد الادنى حتى على موضوع وحيد.

ولكن وفق هذه الاوساط ان بري كان في جو عدم التجاوب ولكن ليس بين يديه عصا سحرية او مشروع يستخرجه مع الارانب من جيوبه، وبالتالي ان فشل الحوار برمته ليس جديداً على مسامع اللبنانيين الذين وزعوا نسخاً عن نعوته قبل اسابيع، فهؤلاء باتوا في موقع المستسلم لكافة القضايا المطروحة ولا يصدقون سطراً واحدا مما يمكن ان يحصل داخل عين التينة فالتجارب المرة التي عاشها اللبنانيون طوال عقود خلقت لديهم مناعة تجاه أمرين بحسب الاوساط:

– الاول: ان دستور اللبنانيين الخاص بهم بات مجموعة من كتب الاكاذيب والتحايل في مجمل القضايا بل كلها وهم محصنون في مطلق الاحوال تجاه صعود السلبية من عين التينة، فالدير القريب لا يشفي والمطلوب حلول من الخارج ليس فقط بالكلام انما بالسفر والاستدعاء من الخارج وهذا ما يمكن ان يتم البناء عليه.

– الثاني: منذ دخول قوات الردع العربية في العام 1976 تمرس اللبنانيون على نعت سياسييهم بالكذب والرياء بحيث لدى دخول قوات من مختلف الجنسيات العربية وتحولها فيما بعد الى سوريا فقد اثرت في نفسية اللبناني الذي رأى ان المتاريس أزيلت في يوم وحيد وعاد اللبنانيون الى بعضهم البعض وكأن شيئا لم يكن بالرغم من عشرات الجولات في ميدان سباق الخيل بواسطة لجنة حوارية لوقف النار والتي لم تنجح اكثر من يوم واحد.

– ثالثا: عادت واشتعلت في العام 1978 حتى الاجتياح الاسرائيلي من الخارج حيث ظن الجميع ان العامل الفلسطيني بات خارج اللعبة ولكن في العام 1985 انفجرت حتى داخل كل من الاحياء الغربية والشرقية وباتت الحرب بين الاخوة، وحتى انتفاضة حبيقة واتفاقه الثلاثي جرى في سوريا وليس في لبنان على كل خلفية ان كل شيء «فرنجي برنجي» ولكنه سقط ايضاً، وصولا الى حرب السوريين على حكومة العماد ميشال عون والتي عانى منها اللبنانيون الويلات ولم تقف حرب الاخوة بين القوات اللبنانية والجيش اللبناني الا من الخارج باتفاق الطائف الذي أنهى الحرب وأعطى لبنان الى سوريا عسكريا واقتصاديا فأمعن اللبنانيون تحت ستار الحديد السوري قتلاً وتهميشاً ببعضهم البعض، وجاء استشهاد الرئيس رفيق الحريري ليفتح صفحة جديدة ولكنها لم تفلح فتمت عملية نقل المسؤولين الى الدوحة في قطر حيث تمنى اللبنانيون ان تكون رحلة لسفرة وحيدة ولكنهم عادوا برئيس تمت صناعته في الخارج، والآن يطالبون بدوحة جديدة وكأن مافعلوه في السابق بحق اللبنانيين غير كاف، وتلفت هذه الاوساط الى ان على أهل السلطة في لبنان باستثناء الجيش اللبناني ان يتعلموا ولو درساً واحداً  اقله منذ السبعينات ونسيان الانتداب وما قبله من متصرفية وسلطة عثمانية، اما الجديد الآن فيتلخص ان اللبنانيين وسياسييهم ذاكرتهم عمرها على الدوام لا يتعدى الاربع وعشرين ساعة…