Site icon IMLebanon

على من تقرأ مزاميرك يا سمير؟!  

لا نشك لحظة واحدة في صدق نوايا الدكتور سمير جعجع قائد “القوات اللبنانية” في طلبه من أمين عام “حزب الله” السيّد حسن نصرالله إهداء سلاح الحزب الى الجيش اللبناني…

ولكن لدينا سؤال بسيط:

هل سلاح “حزب الله” هو بإمرة “حزب الله” أو أنه بإمرة اللواء قاسم سليماني؟ وفعلياً بإمرة إيران؟!.

إيران ليست جمعية خيرية ولا هي كاريتاس ونظن أنّ الدكتور يعلم ذلك جيّداً، فالنظام الايراني الذي جاء الى السلطة في طهران عام 1979 بعد خلع الشاه محمد رضا بهلوي، عليه مليون علامة استفهام حول كيفية هروب شيخ من الشاه وعاش في كربلاء، وفجأة وبسحر ساحر يأتي من يأخذه الى باريس، ويبدأ بتحضيره… وما هي إلاّ أشهر معدودة حتى رأينا الدنيا تقوم ولا تقعد بالتظاهرات ضد الشاه.

صحيح أنّ أحد أسباب تلك التظاهرات كان اقتصادياً ولكن هناك من أدار وخطط للتظاهر بهدف قلب نظام الشاه واستبداله بنظام آيات الله وشعار تصدير الثورة الدينية.

وكما هو معلوم فإنّ أوّل ما قام به الخميني كان الحرب ضد العراق التي دامت 8 سنوات والتي أسفرت عن تدمير جيشي البلدين، وبدا علناً أنه ممنوع الانتصار الحاسم لأي من الجهتين، بل المطلوب تدمير الجيش والحرس الثوري الايرانيين كما تدمير الجيش العراقي، وهذا ما حصل فعلاً.

نعود الى مشروع ولاية الفقيه الذي ظهر بوضوح في ما قاله الإمام الخميني (كوصية) في مجلة “الدستور” اللبنانية من أنه يريد أن يرفرف العلم الايراني فوق مكة والمدينة والقاهرة وبغداد ودمشق، فالقضية اليوم ليست مساعدة لبنان لتحريره من الاحتلال الاسرائيلي، فالموضوع أعمق من ذلك، إذ انّ هناك تياراً دينياً خُطط له، وجيء بهذا النظام من أجل الفتنة السنية – الشيعية.

ولو نظرنا الى ما تحقق من هذا المشروع في ضوء ما قاله عبدالله الثاني ملك الاردن عندما حذر عن الهلال الشيعي، إذ انه كان متخوّفاً من المشروع الايراني، مشروع الفتنة السنية – الشيعية.

وبنظرة سريعة نرى كيف أنّ هذا المشروع الايراني قد قسّم العالم العربي.

ختاماً، هذا التمني الذي أبداه الدكتور جعجع للسيّد نصرالله هو تمنٍ لكل لبناني شريف يحب وطنه، ولو كانت هناك إرادة أو حرية عند “حزب الله”، لأمكن لهذا الطلب أن يتحقق، ولكن كما يعلم الجميع فإنّ المسؤوليات المالية على الحزب بحاجة الى دعم من إيران، ولا يستطيع الحزب أن يتكل على نفسه في التمويل… وصدق المثل الفرنسي القائل:

Qui donne ordonne.

عوني الكعكي