Site icon IMLebanon

مرة جديدة… لبنان بين شاقوفين

 

منذ ما قبل العهد الاستقلالي الاول، وحتى أيامنا هذه، مروراً ببقية العهود، كان لبنان وما يزال ساحة مستباحة لتدخل الدول الاجنبية، واحياناً العربية، وكان لبنان والشعب اللبناني أشبه بحجر بين شاقوفين، يدفع دائماً ثمن نزاع الغرباء، على أرضه، خصوصاً بعد قيام دولة اسرائيل في العام 1948، وسقوط النظام الملكي في مصر على يد ضباط من الجيش المصري في العام 1952، وبزوغ نجم البكباشي جمال عبد الناصر، كلاعب عربي اساسي في حياة العالم العربي، وصولاً الى التنظيمات الفلسطينية المسلّحة في العام 1969، والحرب في لبنان التي بدأت في العام 1973، وانتهت في العام 1982، بعد الاجتياح الاسرائيلي، وخروج المسلحين الفلسطينيين الى تونس.

 

في العام 1982 ايضاً، دخل الى ساحة العمل تنظيم جديد هو حزب الله، تحت راية «الثورة الاسلامية في لبنان» وكان بداية تنظيماً صغيراً، وبدأ يكبر ويتطور مع دعمه من ايران وسوريا، الى ان اصبح التنظيم الوحيد في مقاومة اسرائيل، وباقي التفاصيل، منذ اتفاق الطائف وحتى هذه الساعة، معروفة بخطوطها العريضة من جميع اللبنانيين، ومعروف ايضاً حجم التدخلات الاجنبية في لبنان، والاثمان الغالية التي دفعها اللبنانيون جرّاء تضارب المصالح بين هذه الدول.

 

حجم حزب الله العسكري اليوم، هو بحجم دولة كبيرة، وهذا الحجم، لا يزعج اسرائيل فحسب، بل ايضاً الدول العربية التي تعتبره جزءاً من المنظومة العسكرية الايرانية، وبالتالي يزعج الولايات المتحدة الأميركية والدول الغربية، اضافة الى قسم من اللبنانيين، يرون فيه تهديداً للدولة اللبنانية على المدى الطويل.

 

في وسط هذه الاشكاليات المتعددة، أتت زيارة وزير خارجية الولايات المتحدة مايك بومبيو لبنان، لتوقظ جميع الهواجس الداخلية والخارجية، والمخاوف من الاجراءات التي قد تعمد اليها الادارة الأميركية تنفيذاً لسياسة الضغط على ايران وعلى حزب الله وعلى لبنان، اذا لم يأخذ لبنان بالمطالب الاميركية التي صيغت بأشد لهجة يلجأ اليها ديبلوماسي.

 

* * * *

 

بومبيو قال كلمته ومشى، والمسؤولون قالوا كلمتهم التي لم تعجب كثيراً الوزير الاميركي، ويوم غد سيقول امين عام حزب الله السيد حسن نصرالله كلمته.

 

المحللون السياسيون، والمراقبون، منقسمون حول مضمون كلمة نصرالله، فبعضهم يرى انها ستكون متشددة، والبعض يرى انها ستكون عادية، لأن بومبيو لم يقل شيئاً جديداً لم يقله سابقاً، في حين أن البعض لا يستبعد أن يأخذ موقفاً يرتاح اليه حليفه وصديقه الرئيس عون، ويخفف من تخوّف اللبنانيين، مما يمكن ان يحصل في الايام المقبلة، على الصعيدين الأمني والاقتصادي.

 

ننتظر الغد.