لا شك، للحظة واحدة، في الإهتمام الفرنسي بلبنان، ولكن العين بصيرة واليد قصيرة.
فرنسا تريد، ولبنان يريد، واللبنانيون يريدون، ولكن من يحكم لبنان لا يريد، تلك هي الحقيقة…
فبكل صراحة، وبكل بساطة، الذي يمنع انتخاب رئيس للجمهورية في لبنان هو سلاح «حزب الله»، من دون لف أو دوران، أما الإختباء وراء الجنرال عون تحت ذرائع مختلفة فذلك كله كذب ولفلفة، لأنّ الحقيقة هي في مكان آخر.
وأمّا الإدّعاء من السيّد نصرالله وسائر القيادات في «حزب الله» بأنّ الحرص على لبنان والخوف على لبنان والذهاب الى سوريا من أجل حماية لبنان فهذا كلام ليس فيه الحد الأدنى من الصدقية.
إنّ قرار «حزب الله» هو في إيران، وحدهما آية الله خامنئي وقاسم سليماني قائد «فيلق القدس» في الحرس الثوري الايراني هما مَن يقرران وليس على «حزب الله» سوى التنفيذ.
نعود الى السؤال الجوهري: لماذا هؤلاء لا يريدون انتخاب رئيس؟
كما هو معروف فإنّ الايرانيين يترقبون وصول الرئيس الاميركي الجديد كي يبيعوه موقفاً أو أقله يساوموه على موقف في هذه الورقة التي يمسكون بها: ورقة الرئاسة اللبنانية، وبالتالي فهم غير مستعدين أن يتخلوا عن هذه الورقة للرئيس الاميركي اوباما في الاشهر الأخيرة من ولايته.
أمّا طروحات السنتين والثلاث سنوات والسنوات الست… وكذلك المشاريع الانتخابية، و»الرئاسية» قبل «النيابية» أو «النيابية» قبل «الرئاسية»… فهذا كله وهم، ومناورات لتمرير الوقت.